عالج االعتداء على القضاة في احملاكم!
وفــق دراســــات واهــتــمــامــات بـاملـنـظـومـة الـعـدلـيـة، شــرعــت وزارة الـــعـــدل فـــي حــــراك تــطــويــري غــيــر مــســبــوق نــحــو تـفـعـيـل (رؤية ،)2030 التي أسس كيانها ومنظومتها ولي العهد األمير محمد بن سلمان، وخلق منها إبداعات تقنية عصرية عاملية بنكهات شرعية قانونية وبمسارات سياسية واجتماعية واقتصادية، وتأتي الجوانب العدلية الشرعية في التطبيق لها وفق مراحل ودراسات متعمقة، فيها تيسر كل صور األريحية واملسالك الـتـنـفـيـذيـة لــأحــكــام، بـكـفـالـة لـلـسـلـك الــعــدلــي وحقوق للقضاة والخصوم، وفعلت من أولوياتها األساسية حماية أصحاب الفضيلة القضاة من تعدي الخصوم عليهم، بجميع أنواعها، وتناول الفقه القضائي ممثل فــي مــؤلــفــات الـفـقـهـاء املتخصصني جــوانــب وصور لحماية قـضـاة الــدولــة مــن الـتـعـدي عليهم، وقد أشارت األدبيات القضائية، أنه في حالة التعدي فــــإن لــلــســلــطــة الــعــدلــيــة حـــق تـــأديـــب الخصوم، إذا ظـهـرت إسـاءتـهـم للقضاة واالفـتـئـات عليهم ورفــع الصوت مــقــرونــا بـمـسـالـك تــفــرز الــفــوضــى واإلخـــــالل بـالـعـمـل القضائي ومجلس الحكم، ونظرا ملا لهذا الصنيع املمقوت شرعا وأدبا، فقد انفردت بعض املذاهب الفقهية في باب التأدب في املحاكمة والخصومة الفجة، أن للسلطة الحكمية القضائية حق الحبس للمتعدي بعد محاكمة ما اقترفه من ضياع هيبة املجلس، بعيدا عــن تــأثــيــرات حـكـم نـظـر الـقـضـيـة، إذ نـظـرت األدبــيــات فــي كتب آداب القضاة على أن التشويش والفوضى والتعدي باليد أو اللسان أو السالح ففيه مافيه من جالفة وخشونة وتعد واعتبر التعدي جريمة أدبية كبرى، ويحتاج األمر إلى إعادة قراء ات فقه اآلداب واستخراج قوالب عصرية وسن أنظمة وقواعد مدروسة تـــردع كــل مــن تــســول لــه نـفـسـه ضــيــاع هـيـبـة الــقــضــاء وتضمني القوانني اإلجرائية اقتضاء حق الدولة في العقوبة، تشريعا وقانونيا، وضرورة إنشاء جهاز خاص في كل محكمة للقيام بهذه املـهـام، مرتبطا بـاألمـن القضائي وأمامه نظام وتنظيم لهذه النوازل املضرة باألروقة العدلية، وأن اهتمامات الوزير محل تقدير ودعاء له بالتوفيق والــســداد، وحــبــذا لــو كـانـت هـنـاك بــرامــج توعوية ومحاضرات إرشادية تقوم بها الــوزارة املوقرة بـديـال للكتيبات ملـا لها مـن تأثير على السامع املــتــلــقــي، وحـــــوار حـــضـــاري مـــع املـــذكـــر واملوجه وتــأتــي بـالـثـمـار الـيـانـعـة وتــرويــض األنــفــس الــثــائــرة وال أخال الــوزارة إال فاعلة، وإلـى مزيد من التطوير واإلصــالح في مرفق مهم وضروري في حياة األمم والشعوب.