تطوير التعليم وتعزيز الهوية
كما هو الحال في كل مناحي الحياة، كل شيء يتغير إلى األفضل محققا نتائج إيجابية للجميع، ولكن التغير اإليجابي ال يأتي إال بعد فهم عميق بذواتنا، وإدراك مسؤول للمعوقات، وتحديات املرحلة. لطاملا اعتدنا أسلوب االمتحانات القاسي في مناهجنا العامة في القطاع التعليمي، فاالختبارات تمثل الرعب األول للطالب، وكابوسه الــدؤوب منذ أولـى مراحل الدراسة حتى نهاية معترك الـجـامـعـة! إن نــظــام االخــتــبــارات طـريـقـة مجحفة فــي تقييم أداء الـــطـــالب، فــكــل طــالــب مـسـتـقـل عـــن اآلخـــــر، فــكــرًا وإدراكـــــــًا وميوال وسلوكا، وجمع كل الطلبة على مقياس االمتحانات يجعلهم بني مطرقة الحفظ وسندان الصعوبة في املناهج والحشو الطويل، فمن لديه ملكة اإللـقـاء لـن يبلي جـيـدا فـي امتحان العلوم، ومن لديه موهبة حفظ األرقام والتسلسل السريع في متاهات األعداد لن يبلي جيدا في امتحان األحياء مثال. ومواكبة لرؤية اململكة ،2030 لعل من األجدر بنا أن نغير تركيز وتوجه نظام التعليم، ونعمل على إبراز قدرات الطالب في البحوث العلمية والــعــروض الـتـقـديـمـيـة، مــا يـعـزز إمـكـانـيـاتـهـم وفهمهم وتحليلهم لـلـمـادة العلمية، وربـطـهـا بـــأرض الــواقــع، وبالتالي مساعدتهم ومعلميهم في اكتشاف امليول في أعمار مبكرة. لذلك، البد من التركيز على النوعية وليس الكمية في املناهج. ورغــم أهمية اللغة اإلنجليزية، إال أنــه البــد أن يلم الجيل الـنـاشـئ ويــبــدع بلغته األم، متسلحا بحبها، فـاتـحـا بهذا الحب أسرارها، ليعزز أوال من هويته، وليدرك أهمية اللغات واللسانيات في توسيع املدارك ورحابة األفق، ويبني عليها تعلمه للغة اإلنـجـلـيـزيـة، وبــذلــك يــكــون لـديـنـا جـيـل فخور بهويته ولغته العربية، منطلقا نحو آفــاق املعرفة باللغة اإلنجليزية التي تعد مفتاح العلوم والبحث واملعرفة.