لعبة األسرة املنتجة واجلمعيات اخليرية!

ال تـــزال األســـر املنتجة تبحث عــن فــرص الــدعــم وفـــرص الـتـطـويـر وكــذلــك التمويل، فجميعها عــوامــل مـهـمـة لــالســتــمــراريــة. الــدعــم بــالــتــدريــب والــتــأهــيــل عـنـصـر مهم لتحويلهم إلى طاقة إنتاجية، خصوصا املتعففني واملطلقات وأسـر السجناء فهم املنتجون الحقيقيون، الذين يكسبون قوت يومهم بشرف، بعيدا عن ذل السؤال. ال بد من تطوير الحرف واملهن التي تعتمد عليها األسر ملواكبة الحاضر وتطوير املاضي ومزجه، للحفاظ على الهوية الوطنية وتحقيق «صنع بأيد سعودية»، والتمويل أهم عوامل انطالق املشروع واستمراريته، ومع ذلك نجد أن هذه الشريحة لأسف لم تحظ بالتطوير، لوجود سياسات غير موفقة انتهجتها الجهات املعنية، منها على سبيل املثال عدد من الجمعيات الخيرية التي تسعى لتحويل مستفيداتها إلى أسر منتجة، وعادة ما تفشل فبدايتها تبدأ من خالل تواصلها مع معاهد ومراكز التدريب بهدف إقامة دورات حرفية وتطويرية، فيكون األمر بني الطرفني أشبه بتقديم «منيو طــعــام» لشخص جــائــع ليختار مجموعة مــن األطــبــاق الــتــي جــذبــه مـسـمـاهـا، دون معرفة املحتوى وهل كميته مشبعة، أم سيرفضه من أول ملعقة، فالجمعية تختار الــدورات التي تــروق لها وتحدد املــدة التي ال تتجاوز شهرا دون النظر ملحتواها، ومدى مالءمتها لأسر، معتمدة فقط على تسويق تلك املراكز واملعاهد لدوراتهم، فهي تحرص فقط على أعــداد املتدربات التي ستضخ وحجم الربح املــادي من تلك الجمعية، واملؤلم تقاضي منهن رسوم «الجدية» وهو مبلغ مادي يؤخذ على األسر ومــن جيوبهن بهدف التزامهن بحضور الـــدورة، فــإن ناسبتهن الـــدورة يعاد لهن املبلغ في نهايتها، وإن لم تناسبهن وانسحنب منها ال يعاد لهن املبلغ، وأي دورة تبدأ وتنتهي خالل شهر، بمعدل 4 ساعات في 3 أيام من األسبوع الواحد. النقطة الثانية هي دورات التطوير، وهـي عملية استنزاف أخــرى للمال، وبشكل أكبر من أهل الخير الداعمني الذين تطرق أبوابهم بأسماء تلك األسر، وفي الواقع ال تشهد أي تغيير سوى كلمة تأهيلية التي تستبدل بتطويرية، أما التمويل فهو لعبة فريدة من نوعها فأي مشروع وإن كان من املنزل يبدأ بقرض 3000 ريال، بينما دراسة الجدوى لبعض املشاريع بأحد املكاتب املختصة تساوي املبلغ ذاته. لـذا ال بد أن تكون بداية نهاية اللعبة من الجمعيات الخيرية، وليكن أول الحلول دراســــة حــالــة األســــرة ومــعــرفــة مـــدى مـقـدرتـهـا عـلـى اإلنــتــاج ومـــا مـيـولـهـا وعــلــى أن تختبر بها، فإن اجتازت االختبار وكانت النتيجة جيدة، ولديها حس أبداع يمكن أن يـكـون مـصـدر رزق فليكن، وعـلـى أن تـكـون مــدة الـتـدريـب 6 أشـهـر تشمل مبادئ التسويق امليداني واإللكتروني، ودراسة الجدوى، وهما أساسيات تبني للمتدربات ما سيواجهن على أرض الواقع من منافسة ليتم التعامل معها بإيجابية، ويحسب كدبلوم مهني، وأتمنى أن يكون صوت قلمي مسموعا لدى وزارة العمل والتنمية االجتماعية فهي الجهة الوحيدة التي يحق لها قول .»game over«