احلصول على خدمة بسكني
أوال وقبل كل شيء، أنا هنا ال أعني شخصا بحد ذاته، وإنما أتحدث عن بعض املمارسات التي يجب أن تكون عقوباتها رادعــــة، إن الـرسـائـل الـسـمـاويـة والــقــوانــن الـوضـعـيـة تحرم االعتداء على اآلخر بأي طريقة كانت، ناهيك عن كونه منكبًا على أداء عمله باحترافية ال تروق للمعتدي. أما في حالة كـون املـوظـف مخطئًا، فلكل موظف رئـيـس، ولكل رئيس رئيس. وال يصح بحال من األحــوال أن يتحول املستشفى أو املحكمة أو أي مكان آخر لساحة اعـتـداء، وأرضية لتصفية حسابات شـخـصـيـة، تـشـبـه قــانــون الــغــاب. قــد يكون املعتدي -أحيانًا- تحت ظرف نفسي معن، أو قد يكون تصرف املوظف غير مناسب، ومع ذلك ليس ألحد حق التعدي، والضرب، وتسديد الطعنات ملوظف! أسعدني خبر استثناء املعتدين على املعلمن ومن في حكمهم من العفو الرمضاني، ليس تشفيا في أناس ال أعرفهم، بل إيمانًا مني بأن لكل أحد الحق في طلب حقه، وليس ألي أحد الحق في االعتداء على غيره. سابقا كنت موظفا في شركة تقدم خدمة الكهرباء، وعايشت الكثير مـن االعــتــداءات على املوظفن، فـي أغلب األحـيـان ال يتم التهجم على من قام بفصل التيار الكهربائي لعدم سداد املستحقات املالية كمثال، بل على موظف شؤون املشتركن، أو األمن، أرجو أال يفهم هذا على أنه توجيه باالعتداء على مـوظـف التشغيل. طـالـب يطعن معلمه بسبب خــاف على درجات تم رصدها. مراجع يغضب من ممرض، يغادر ليعود بأداة حادة ويسدد بها عددا من الطعنات لــلــمــمــرض، ويـــلـــوذ بـــالـــفـــرار، لــيــدخــلــه غرفة العمليات. مواطن يضرب قاضيا القتناعه بــأن مـا يــراه األول خيرا مما يــراه الثاني، األمــثــلــة أكـــثـــر مـــن أن تــحــصــر فـــي مقال، األسباب مختلفة، وطرق االعتداء متنوعة، والنتائج متفاوتة، وصلت للقتل. إن تشديد العقوبة وسن القوانن الصارمة كـــفـــيـــلـــة بــــــــردع مـــــن يـــتـــصـــرف بـــمـــثـــل هذه الــتــصــرفــات، يــوجــد قـــوانـــن ألخـــذ الــحــق ملن له حـق، ويوجد أكثر من طريقة للتظلم، فليس قانون الغاب شريعة العقاء، ومن يشكل خطرا على املجتمع، فإطاق سراحه خطأ!.