احلازمي شاهد على العصر.. سكن بيوت القش وأمسك على صراخ «املبشرين»
شـــاهـــد عــلــى الــعــصــر، قــصــص يــحــيــى الـــحـــازمـــي ذي الـ 90 عــامــا أبــلــغ شـــهـــادة مـــن رجـــل صـــام مـــن زمـــن السرج والــفــوانــيــس إلـــى زمـــن الــكــهــربــاء والـتـكـيـيـف، ابــتــداء من بـيـوت الـقـش وفـوانـيـسـهـا، وانــتــهــاء بــاملــنــازل اإلسمنتية ومصابيحها. بذكرى حياة الطيبني، روى العم يحيى لـ«عكاظ» حياته قديمًا في ضمد التي كـان يعيش فيها سكان قريته بال كــهــربــاء، يــقــول: «كــنــا قـديـمـا نسكن فــي بــيــوت مــن القش ونعيش على أضواء الفوانيس، لم تكن الكهرباء وصلتنا بعد، كنا نصوم بال وسائل التبريد فـي األجـــواء الــحــارة، املــاء الــذي نشربه كان ساخنًا بفعل حــرارة الجو، ورغــم ذلـك كان لرمضان نكهة خاصة». ودون أن يــنــســى بــــدء صــيــام سكان قــريــتــه ظــهــرًا، وإفــطــارهــم منتصف النهار أيضًا، أوضح العم يحيى أن «املبشرين» بدخول الشهر القادمني من جــازان هم من يتولون إبالغنا بـــدخـــول الــشــهــر. يـــقـــول: «لــــم نكن في عـــــــــــــــهـــــــــــــــد داعـــــش، كـــان الخوف يــســيــطــر عــلــيــنــا، كـــــان رمضان شهرا عسيرا من شدة التهويل على الناس والــتــضــيــيــق عــلــيــهــم، فـــي كـــل يــــوم تــكــتــظ الساحة باألهالي وهم ينظرون إلى شخص يتم جلده بتهمة اإلفطار، هذا املشهد الذي كان سائدا في األيام الفضيلة، أما اليوم فأمن وأمان وصلوات بال ترويع». نــعــرف دخــــول شـهـر رمــضــان إال عــن طــريــق «املبشرين» الرجال القادمني من جازان مشيا على األقدام إلى بلدتنا ضــمــد، عـنـدمـا يـصـل أي منهم إلــى أطــــراف قـريـتـنـا يبدأ بالصراخ بأعلى صوته معلنًا دخول شهر رمضان، عدد من األشهر أمسكنا عن الطعام والشراب ظهرًا بسبب تأخر وصول املبشر، لعدم توافر وسائل االتصال، واألمر كذلك أيضا في انتهاء الشهر عن طريق املبشرين ذاتهم الذين يتولون مهمة إعالن انتهاء شهر رمضان، عدد من السنني أفطرنا في منتصف النهار، وتحول يومنا إلى عيد». ويـشـيـر الـعـم يحيى إلــى أن األطــبــاق الـرمـضـانـيـة قديمًا كـانـت تتكون مــن مـــواد تطهى فــي الـبـيـوت وال تتجاوز مكوناتها الحليب والـــذرة واللحم والسمن املصنوع بأيديهم والــخــارج مـن حـقـول مـزارعـهـم، على مائدة اإلفطار والسحور، وكان للكواكب دور في تحديد وقـت السحور، يقول: «نستدل على قـرب موعد الــســحــور عـــن طــريــق مـــواقـــع كــوكــب الزهرة والـــقـــمـــر، كــنــا نــعــتــبــر ذلــــك مـــواقـــيـــت دقيقة نــســتــرشــد بــهــا فـــي أعــمــالــنــا وفــــي مواعيد الـسـحـور، كـنـا نفطر بـعـد غـــروب الشمس، عكس ما نعيشه اآلن بعد توافر املواقيت التي توضح املواعيد بدقة».