منظمة تعقيد األزمات

هل منظمة األمم املتحدة انتقائية في تعاملها مع األزمـات والصراعات وفاقدة للحياد ومسيسة حسب هوى وإرادة دول معينة تملي عليها بطريقة غير ظاهرة كيف تتعامل مع هذه األزمـة أو تلك؟. هذا السؤال يطرح نفسه بقوة وفيه كثير مـن املوضوعية واملنطق عندما نــرى كيف تتعامل املنظمة مـع بعض األزمات خصوصا في منطقتنا العربية، وربما تكون األزمة اليمنية أقرب وأوضح مثال على ازدواجية معاييرها. كـان التحالف الداعم للشرعية اليمنية بقيادة اململكة يطالب بشكل مستمر أن تتولى األمم املتحدة اإلشراف على مدينة الحديدة ومينائها الذي يمثل الشريان الرئيسي الوحيد الذي تتدفق منه اإلمدادات العسكرية اإليرانية للحوثيني ومنها الصواريخ الباليستية التي تطلق بشكل عبثي همجي على اململكة بعد السيطرة على بقية املوانئ، لكن املنظمة األممية تلكأت ورفضت رغم معرفتها بخطورة الوضع، وعندما كان التحالف يفرض حصارا بحريا مؤقتا على هذه املدينة ملنع وصـول السالح تبادر املنظمة بشكل سريع للعزف على وتـر املعاناة اإلنسانية وكأنها ال تعرف ملاذا يضطر التحالف إلى هذا اإلجراء. اآلن، بعد أن اقتربت قوات الشرعية واملقاومة من مدينة الحديدة وأصبحت قاب قوسني أو أدنى للسيطرة عليها وبعد أن الحت هزيمة الحوثيني وصل املبعوث األممي ليطرح ما كانت منظمته ترفض االستجابة له سابقا، أي إشرافها على الحديدة ومينائها. ألـيـس هــذا أمـــرا غـريـبـا يـدعـو لـلـتـسـاؤل فــي حقيقة مـوقـف املنظمة مــن املشكلة اليمنية، وإذا أضفنا لـه عـدم جديتها فـي تنفيذ قــرارات مجلس األمــن السابقة فهل يمكننا أن نثق بأنها تسعى إلى حلول أم علينا أن نكون واقعيني ونقول إنها تتعمد تعقيد املشكلة وإطالتها بالتساهل مع الحوثيني والدعم اإليراني والــتــراخــي فــي الــقــيــام بـمـا يـجـب عليها حـسـب ميثاقها وقــراراتــهــا والتزامها األخالقي أمام شعوب العالم. ما يجب على التحالف فعله هو رفض مقترح املبعوث األممي اآلن واملضي قدما لتحرير الـحـديـدة وتسليمها للشرعية والـسـيـطـرة على الـثـغـرة الخطيرة التي يشكلها ميناؤها، ألن هــذا املـلـف لـو تـم تسليمه لـأمـم املـتـحـدة فـسـوف تصبح املشكلة أكثر خطورة.

للتواصل أرسل sms إلى 88548 االتصاالت 636250، موبايلي، 738303 زين تبدأ بالرمز 259 مسافة ثم الرسالة

تلميح وتصريح