حترش إذا فيك خير!
وأنـــا أحــــاول كـتـابـة هــذا املــقــال خـطـر بـذهـنـي العديد مــن الــقــصــص املــقــرفــة الــتــي سـمـعـنـاهـا وقـــرأنـــا عنها حول ظاهرة التحرش واملتحرشني، وقد توصلت إلى حقيقة من املفترض أن تسجل باسم العبدة الفقيرة لله كقوٍل وتعريٍف بليغ لهذه اآلفة. فالتحرش مـرض يصيب اإلنسان فيحوله (دايركت) إلــى حـيـوان متجرد مـن األخــاق والـطـبـاع والصفات اإلنــســانــيــة الــســويــة ليجعله يــمــارس الــرذيــلــة بأقذر الطرق املمكنة واملتاحة أمامه خصوصًا لو كانت ضد األطفال أو ذوي االحتياجات الخاصة. وال شــك أن تـلـك الـصـفـة تـنـافـي الــفــطــرة الــتــي جبلنا عليها، وهي مدعاة للقرف واالشمئزاز. فاملتحرش يلغي بتصرفه الــقــذر صفة اآلدمــيــة عنه ليصبح (كـالـبـهـائـم) الـتـي تـركـض وراء غـرائـزهـا با عقل أو إدراك ليتبعوا شهواتهم فقط! ونظرتي الدائمة له أنه شخص وضيع ومشوه نفسيًا، فاملتحرشون مثل الكاب املسعورة التي تركض خلف فريستها وهــي تبحث عـن دافــع لتحقيق غـايـة قذرة وساء ت سبيا. وفــــي الــــواقــــع قــبــل اإلقـــــــرار بـتـطـبـيـق نـــظـــام مكافحة الـتـحـرش، كـانـت بعض املـلـفـات تقفل بحب الرؤوس وحب الخشوم وتدسيم الشوارب ليسدل عليها الستار وتدفن في األدراج «وال من شاف وال من دري»، وهذا مـا يجعل املتحرش يعود لفعله مـرة ومــرات ألنـه قد أمن العقوبة. ولكن، ربما اآلن بعد صـدور نظام مكافحة التحرش سوف تختفي (ثقافة العيب) التي انتشرت بني الناس، تلك الثقافة التي جعلت الكثير من ضحايا التحرش يـخـافـون ويسكتون عــن حقهم فــي الـجـرائـم املرتكبة ضـــدهـــم بــتــحــرش لــفــظــي أو مــعــنــوي أو جـــســـدي قد واجهوه بكل أسف من أغراب أو أقراب حتى وصل بهم الحال إلى ارتكاب (زنا املحارم) واالنحراف السلوكي والهجرة امللعونة إلى األجساد املحرمة. لــذا أقــول لكل عاقل بالغ يقرأ مقالي هــذا ويــدركــه، ال تسكت عن حقك إذا تعرضت أو أحد أبنائك للتحرش مــن قـريـب أو بعيد، اتــركــوا عنكم شماعة العيب ألن العيب الحقيقي هو سكوتكم عن هؤالء! وقــبــل أن أخــتــم ال أنــســى أن أقـــول بـــارك الــلــه فــي خفة دمنا وعقول البعض منا، ففينا من يحب االستظراف واالستهبال في كل القضايا واألحوال! فبعض (بقايا الصحونج) يرون أن من أهم األسباب الدافعة واملحفزة للذئاب البشرية ملمارسة التحرش هو سفور املرأة وتبرجها نسأل الله السامة. وفعليًا نسأل الله السامة من هؤالء وفكرهم وعقولهم السافرة ومن هم على شاكلتهم. واآلن يـا أحـبـائـي، وال (بـــاش) أحـبـة خلوها أعزائي واعتبروه (خطأ مصبعي) ألني أخشى أن يتباني من في قلبه مرض، أترككم وأراكم األربعاء القادم بخير. وأرجــوكــم ال يكتب لـي أحـدكـم مـن بعد الـيـوم تعليقًا فيه قلوب أو ورود أو قـبـات، تــرى الـواحـد اللي فيه مكفيه. ومـن كـان منكم با خطيئة فليرجمني (بــوردة)، ويا ليت باستيك درء ا للشبهات.