موائد الغربة.. تعيد املصريني لذكريات «خان اخلليلي» و«احلسني»
ما أجمل أن يلتم شمل أفراد األسرة على مائدة رمــضــان، الــعــامــرة بـمـا لــذ وطـــاب مــن الطعام والـــشـــراب، تحفهم املــشــاعــر الــدافــئــة واألجــــواء الروحانية التي تشهد زخما كبيرا خالل الشهر الكريم، وتميزه عن بقية شهور السنة، في مشهد يفتقده أغلب املغتربني عن بالدهم. وبــــرغــــم مــــا تـــشـــهـــده اململكة مــن مـظـاهـر إيـمـانـيـة زاخرة، ال تـشـبـه غـيـرهـا فــي البلدان األخــــــــــــــرى، مــــــا يـــــدخـــــل على الـــــنـــــفـــــس والـــــــــــــــــروح ســـــعـــــادة وســرورا من نوع مختلف، يظل لـكـل بـلـد طريقته فــي االحتفال، وأســــلــــوبــــه فــــي اســـتـــقـــبـــال شهر رمـــضـــان. هـــذا مــا أكــــده عـــدد من أبناء الجالية املصرية املقيمني في جدة، أثناء تلبيتهم دعـــوة القنصلية املــصــريــة فــي جدة األسبوع املاضي، لإلفطار على مائدة القنصل العام السفير حازم رمضان، الذي سعى وأسرة القنصلية إلــى أن يضفي على مـائـدة اإلفطار الرمضانية أجـــواء مصرية، تخفف مـن وطأة االغتراب على املصريني، ممن تركوا عائالتهم عــنــوة، وأجــبـرتــهــم ظـــروف الـعـمـل عـلـى قضاء شهر رمضان خارج بلدهم. اخـــتـــالط املـــشـــاعـــر، ومـــحـــاولـــة اقتناص فـرصـة لنقل األجــــواء املـصـريـة إلى الــقــنــصــلــيــة، بـــتـــقـــديـــم وجبات تــتــشــابــه مــــع مــثــيــالتــهــا على مــــوائــــد اإلفـــــطـــــار فــــي مصر، إضافة إلى إسباغ املكان بعبق مـشـويـات «الــحــســني»، وألوان «خـــان الـخـلـيـلـي» الرمضانية املــمــيــزة، خــلــق مــشــاعــر متباينة بــــني الــــحــــاضــــريــــن، إذ استدعى الـــســـفـــيـــر حــــــــازم رمـــــضـــــان مـــــذاق الكنافة املصرية، مؤكدا لـ«عكاظ» أنـهـا األكـلـة الرمضانية املفضلة بالنسبة له، الفتا إلـى أنـه لم يلحظ فارقا كبيرا بني مذاق وطريقة تقديم الكنافة في السعودية ومصر. أمـــــا رئـــيـــس اتــــحــــاد املـــصـــريـــني الــعــامــلــني في الخارج فرع السعودية الدكتور سعيد يحيى فأوضح لـ«عكاظ» أنـه قضى 40 رمضانا في اململكة، استهلها جميعا بعمرة فـي أول يوم بمجرد إعالن رؤية الهالل، ورغم ذلك يحرص على قـضـاء األيـــام العشرة األخــيــرة فـي مصر، وسط األهل واألحفاد. مــن جـهـتـه يـــرى نــائــب رئــيــس االتــحــاد محمد أبـــوالـــعـــيـــش أن رمــــضــــان فــــي الـــســـعـــوديـــة له نــكــهــة وروحــــانــــيــــة خــــاصــــة، ورغــــــم ذلـــــك فإنه يشعر بغصة لحظة الـفـطـور، الفـتـقـاده األهل واألبــنــاء، مستدركا: «ال يمكن أن أنسى منظر صانع الكنافة بصينيته الشهيرة، التي تمأل حواري القاهرة». فيما أكد كل من عبدالوهاب توفيق، ومحمد فـايـز، وفـــوزي زامـــل، ومحمد يـوسـف، وكـمـال مصطفى، وأحـمـد حـنـدوق أن رمضان في السعودية ال يختلف كثيرا عنه في مصر، سوى افتقاد األهل واألقـارب، مضيفني: إال أن ســـاعـــات مـــا بــعــد املـــغـــرب تــخــتــلــف بني البلدين، فاألولى أكثر روحانية، والثانية أكثر اجتماعية وترفيها.