احلوثي يتوسل املصاحلة مع «اإلصالح».. واألخير يرفض
وسط االنهيارات املتواصلة في صفوف ميليشيا الحوثي وفــقــدانــهــا الــســيــطــرة عــلــى عـــدد مــن املــحــافــظــات، تسعى قطر التي التـزال تلعب دورا مشبوها في األزمـة اليمنية بعد طـردهـا مـن التحالف العربي ومقاطعتها إلــى دعم املتمردين بإجراء مصالحة بينهم وبني حزب اإلصالح. وجـــاءت دعـــوة حــزب «اإلصــــالح» للمصالحة الـتـي تقف الــــدوحــــة وراءهـــــــا عــلــى لـــســـان عــضــو املــكــتــب السياسي لــلــحــوثــيــني مــحــمــد الــبــخــيــتــي أمــــس األول، والــــــذي زعم أن الـطـرفـني مـسـتـهـدفـان، ومــن الـخـطـأ بينهما. وتوسل البخيتي املصالحة مع اإلصالح بقوله: «من يسبق اآلخـــر فــي االعــتــراف بـأخـطـائـه والـعـمـل عـلـى معالجتها فهو املستفيد قبل غيره، فال تجعلوا من أخطائنا عقبة فـي طريق تصالحنا كما أننا ال نجعل أخـطـاءكـم عقبة فـي طريق تصالحنا معكم». واعتبر أنــه ليس املطلوب منكم وال منا أي تنازالت، وإنما املطلوب أن نتوقف عن قتل بعضنا الـبـعـض، ونقبل ببعضنا الـبـعـض، وادعى البخيتي أن الوضع في اليمن ليس معقدا لدرجة تمنع اســتــمــرار الخالف الحل الداخلي بني الفرقاء. وجــاء رد «اإلصــالح» بالرفض سريعا على لسان رئيس التجمع اليمني لإلصالح محمد اليدومي الذي استخف في حديثه لـ«عكاظ» بدعوة البخيتي واملدفوعة من إيران بإيعاز قطري لعقد مصالحة مع حزب اإلصالح، ونفى أن يكون هناك أي اتصال أو حــوار بني حزبه وامليليشيات الحوثية. وقــال الـيـدومـي: «نـحـن مـن يقاتل الحوثي في الجبهات بالطبع كمكون في إطار الشرعية وال يمكن أن نمد أيدينا لهم فهذا الكالم ال يستحق أن يجاب عليه»، مضيفًا:«إذا كان هناك من حوار مع الشرعية فنحن كطرف في إطار الشرعية سنكون معها وليس خارجا عنها». فيما اعـتـبـر خــبــراء وإعــالمــيــون يمنيون أن تصريحات عضو املكتب السياسي للجماعة اإلرهابية، تقف وراءها إيـران التي أوعـزت لقطر بضرورة التدخل لتحقيق هذه املصالحة، وكشفوا أن هــذه الـدعـوة سبق أن قدمت بعد أحداث 2 ديسمبر املاضي والتي انتهت باغتيال الرئيس السابق علي صالح. وأكـد الخبراء أن هـذا التوجه يؤكد أن امليليشيا تعيش حالة يأس وتبحث عن حليف جديد يــحــاول إنـقـاذهـا مستعينة بـتـدخـل قـطـري مـشـبـوه، لكن مصيرها الفشل دائما.