تصلب امليليشيات يفشل مهمة غريفيث

أفشل تصلب املتمردين الحوثيني وتمترسهم خلف مواقف إيرانية، مهمة املبعوث األممي مارتن غريفيث في صنعاء التي غادرها أمس (الثالثاء) دون تحقيق نتائج إيجابية، بعد زيــارة استغرقت 5 أيــام التقى خاللها قياديني في امليليشيات االنقالبية ومسؤولني في حـزب املؤتمر الشعبي. وقبيل مغادرته العاصمة اليمنية، حذر غريفيث من إهدار الوقت في عدم العودة إلى مفاوضات الحل السياسي، معربا عن قلقه من تدهور الوضع اإلنساني. وأوضح غريفيث أنه ناقش في صنعاء رؤيته التي سيعرضها على مجلس األمــن فـي غـضـون 10 أيـــام، بـشـأن استئناف مــشــاورات الحل السياسي، مؤكدا مواصلة مساعيه إلقناع األطراف بتجنيب الحديدة القتال وإعادة فتح مطار صنعاء أمام الرحالت التجارية. وكانت مصادر مطلعة، أفصحت أن امليليشيات وافقت على االنسحاب من الحديدة، إال أنها طرحت عددا من الشروط على غريفيث، ما يؤكد مجددا نواياها فـي استمرار الـحـرب. وذكــرت املـصـادر أن الحوثيني اشترطوا أن تتسلم األمم املتحدة إدارة وتشغيل ميناء الحديدة، وعدم اعتراض البضائع املتجهة إلى مناطقها وإلزام الحكومة الشرعية بتسليم رواتب املوظفني في مناطق سيطرتها، وإيـقـاف الحرب وعــدم استهداف مناطق جديدة تحت سيطرتها، وإلـزام تحالف دعم الشرعية بإيقاف الغارات، وبدء مفاوضات سالم، مع وضع ضمانات كافية بعدم خرق وقف إطالق النار. واشترط الحوثيون أيضا، بحسب وكالة «سبأ» التابعة لهم، عدم استهداف قياداتهم بالغارات أو غيرها، وطالبوا األمم املتحدة بإدانة مقتل رئيس ما يسمونه باملجلس السياسي األعلى صالح الصماد. وجـــاءت الــشــروط الـحـوثـيـة الـتـي أفـشـلـت مهمة املـبـعـوث األمــمــي ردا على مطالبه باالنسحاب من الحديدة لبدء مفاوضات ووقف إطالق النار. وتعليقًا على إفشال مهمة غريفيث، أكد وكيل وزارة اإلعالم اليمني الدكتور عبد مغلس لـ «عكاظ» أن الحوثي ليس في وضع يؤهله لفرض شروطه، فإذا كان يريد السالم فلديه خيار واحـد هو أن يرضخ إلى املتطلبات املتمثلة باملرجعيات الـثـالث املتفق عليها محليًا ودولـيـًا بما فيها الـقـرار .2216 وقال مغلس إن الحوثي لن يرضخ للسالم، إذ إنه أداة بيد املشروع اإليراني الذي جعل منه ورقة البتزاز املجتمع الدولي واملناورة حول امللف النووي، لكن الشرعية ماضية في مشروع التحرير بإسناد من التحالف العربي.