منذ عقد ونيّف.. الفيصل يحذر من أعداء الوطن.. ويفنّد ادعاءاتهم
لم يكن مفهوم الوطنية ملتبسًا لدى السعوديني ما عدا املؤدلجني منهم، خصوصًا من جنحت بهم سوءاتهم إلى تشكيل تيار متطرف يتقاطع في مفاهيمه مع جماعة اإلخــوان اإلرهابية، ما دفـع بالسعوديني إلى تسميته بالتيار الـسـروري، إذ يؤمن املنتمون إلى التيار املتطرف أنه ال وجـود ملفهوم الـدولـة، فيحرمون الوقوف لعلم الوطن أو عند عزف النشيد الوطني. ولم يكن رفض قاضيني في منطقة الجوف الوقوف عند سماع النشيد الوطني، إال محط جدل، خشية أن تكون بعض األفكار قد تغلغلت في بعض املجتمع، ما دفع الجهات املختصة إلى إحالتهما للتحقيق. وفي حادثة أخـرى، بادر أمير منطقة الرياض األمير فيصل بن بندر خـالل حضوره حفلة جامعة شقراء بطرد أشخاص لم يقفوا احترامًا للوطن، موجهًا كالمه للحضور «الذي ال يحترم الوطن يغادر القاعة». وفـــي الــــ8 مــن يـولـيـو ،2005 لــم يــتــوان األمــيــر خــالــد الـفـيـصـل عندما كـان أميرًا ملنطقة عسير، عن مكافحة هـذه األفـكـار، مرتجال كلمة أمام املشاركني في ندوة «ملاذا نحيي العلم.. وكيف نحب الوطن» بمدينة أبها آنذاك، التي حضرتها ووثقتها «عكاظ»، إذ حذر من مغبة االنخراط في تيارات داخلية وخارجية «اختارت أن يكون مركز الصراع لها الشرق األوسط، وبالدنا بصفة خاصة التي هي مهد الرسالة النبوية». وألن الفيصل من أوائل املحذرين من تسلل األفكار املتطرفة تحت غطاء الدين، أكد في كلمته أن «الفكر املنحرف الـذي تواجهه البالد وبسبب التفجيرات التي حصلت في بالدنا اآلمنة في الوقت الــذي يقوم فيه مدرسون بمنع طالبهم من تحية العلم، وآخرون يعتبرون حب الوطن من الوثنية»، مستشهدًا بعدم تعرض املجتمع السعودي إبان عهد باني الدولة الحديثة امللك عبدالعزيز بــن عـبـدالـرحـمـن آل ســعــود، ومـفـتـي الــديــار السعودية األسبق الشيخ محمد بن إبراهيم إلى أفكار متطرفة ال تحترم الوطن، بل «كنا نحيي العلم وكنا نقف للنشيد الوطني والـسـالم امللكي، كنا نغذى بحب الوطن وباحترام العلم ونجد مدارسنا اآلن تغص بمدرسني هم أنفسهم أصبحوا دعـاة لعدم حب الوطن وعدم احترام العلم». ومنذ أكثر من عقد من الزمان، تساءل الفيصل «ملاذا ال يقف الجميع أمام العلم، أمام راية الــتــوحــيــد، ورمــــز الـــوحـــدة الــوطــنــيــة في هذه البالد، وأمام ذكرى أولئك الرجال الـــذيـــن قــاتــلــوا وقــتــلــوا فـــي سبيل تــوحــيــد هــــذه الـــبـــالد وفــــي سبيل هــذه النعم الـتـي نـرفـل فـي حللها الـــيـــوم، بـيـنـمـا يــقــف الــجــمــيــع إذا دخل األمير أو الوزير أو املدير؟».