Okaz

‪dDšË Ê«d¹≈‬ ‪WOM¹b « W Ëb «‬

-

قـدم نجاح الـثـورة التي قـام بها الخميني وتمكن من خاللها من إسقاط شـاه إيران وتأسيس دولــة «دينية» على أنـقـاض الـدولـة املدنية أنموذجا ملـا يمكن أن يتحقق لحركات اإلسالم السياسي من نجاح، وهو أنموذج استلهمته الحركات السنية، على الرغم من االختالف املذهبي بينها وبن الثورة اإليرانية، وذلك ملا يجمع بينها وبن الثورة اإليرانية من رفض ملفهوم الدولة املدنية وطموح للوصول إلى السلطة، إضافة إلى ما يحرص عليه املتطرفون من كال املذهبن من توﻇيف لﻺسالم وقيمه من أجل اســتــدرا­ج الـشـعـوب املسلمة وكـسـب تأييدها مـن أجــل تحقيق مـا يطمحون إلـيـه من وصول إلى السلطة. نجاح الحراك الشيعي في زعزعة استقرار الدولة املدنية أقوى أنموذج يمكن االقتداء به لضمان نجاح الحركات الدينية املتطرفة في زعزعة استقرار الدول والشعوب. إضـافـة إلــى ذلــك فــﺈن ثــورة الخميني لـم تكن ثــورة دينية فحسب وإنـمـا كانت ثورة مذهبية كذلك، ولم تتولد عنها دولة إسالمية فحسب وإنما دولة شيعية كذلك، وهو األمـر الـذي استثار مخاوف الجماعات السنية التي لم تر في نجاح ثـورة الخميني تهديدا لدولها املدنية وإنـمـا هـو تهديد لكياناتها السنية كـذلـك، وهــو األمــر الذي أفضى إلى تشظي العالقة بن تلك الجماعات السنية املتطرفة والــدول التي تنتمي لها، ذلك أن تلك الجماعات رأت أن نجاح ثورة الخميني وتحولها إلى دولة طائفية يستدعي قيام دول طائفية تواجهها، ومـن هنا نشطت جماعات اإلســالم السياسي السنية وارتفع سقف مطالبها وأصبحت ترى في مواجهة الدولة الشيعية الطائفية ما يمنحها شرعية الخروج على دولها ذات التأسيس املدني الـذي يمنﺢ الحق في املواطنة لكل مكوناتها على اختالف مذاهبها وتتأسس عالقاتها الخارجية على مـبـادئ السياسة الـدولـيـة ومــراعــا­ة املصالﺢ املشتركة بـن الـــدول ولـيـس على أسس مذهبية طائفية.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia