Okaz

الكبت األناني للصف الثاني!

-

فــي الــحــيــ­اة اإلداريـــ­ــة السـيـمـا بـالـنـسـب­ـة لـلـمـواقـ­ع الوظيفية املرموقة، ياحظ املجتمع اإلداري أن معظم من يتولون تلك الـوظـائـف ال يـعـطـون فـرصـة ظـهـور أحــد مــن الـصـف الثاني يكون بديا لهم في قيادة اإلدارة في حالة انتهاء فترة عملهم ألي سبب كان، وهم يرون أن دعم الصف الثاني سيكون على حساب مدة بقائهم في املنصب الذي شعروا بفوائده املادية واملـعـنـو­يـة فقد أصـبـحـوا بسببه ممن يـشـار إليهم بالبنان ويـجـري ذكـرهـم على كـل لسان وتـطـاردهـ­م أضــواء الصحف واملجتمع ويطلب الجميع ودهم ويسمعونهم أحلى كلمات الثناء، ولذلك فإنهم يكبتون أي صوت موهوب من أصوات الـصـف الـثـانـي ويـجـعـلـو­ن صـاحـبـه بـعـيـدًا عــن األضــــوا­ء وال يسمحون لـه بـالـبـروز حتى لـو عبر تصريح ثـانـوي أو في مناسبة هامشية، ولـو رأى صـورة أو خبرًا صحفيًا ملوظف من الصف الثاني منشورًا في صحيفة فإنه يستشيط غضبًا ويستدعيه في صباح اليوم التالي ويسمعه كامًا مرًا ويفهمه أنه قد تعدى حـدوده وأن طموحاته سوف تضر به وإنه إن عاد ملثله فسوف يجد نفسه في غرفة مظلمة باملستودع، فا يجد ذلك املوظف الطموح بدًا من أن يكبت طموحه ويعتذر بحرارة لرئيسه، مؤكدًا له أنها «غلطة ومش حتعود»، هذا إن لم ينكر أنه قد صرح ألحد أو طلب من أحد نشر خبر عنه وأن ما نشر ما هو إال لقافة صحفية ال أكثر وال أقل، لعله بذلك النفي يأمن غضب رئيسه ومكره في القادم من األيام! هـــذا الــنــوع مــن اإلداريـــ­ـــني يــظــلــو­ن يــقــزمــ­ون مــن حــولــهــ­م من موظفني ومساعدين خال وجودهم في اإلدارة فـإذا انتهت مدتهم فيها فـإن االختيار للبديل يكون فـي أغلب األحيان من خارج اإلدارة فإذا تساءل املجتمع اإلداري عن سبب عدم تعيني أحـــد أكــفــأ مـوظـفـي اإلدارة فــي املـنـصـب الــشــاغـ­ـر فإن الـجـواب يكون بأنه ال يوجد موظف بــارز يمأ عني املرجع املــســؤو­ل عــن قـــرار تعيني الـبـديـل ألن اإلداري الـــذي انتهت مدته لم يعط فرصة لظهور وبروز صف ثاٍن يمكن أن يكون منهم من يتولى األمر من بعده فقد ناء عليهم بكلكله خال سنوات تقلده للمنصب حتى فقد بعضهم القدرة على الكام وأصــبــح يـتـأتـئ إذا تكلم فــي مناسبة بسيطة، فـــإذا جاءت لحظة الحقيقة اقترب موعد إنهاء خدمات ذلـك اإلداري لم يجد مرجعه بـدًا من تمديد الخدمة له أو البحث عن بديل من خـارج اإلدارة ألنه لم يعط أحـدًا من زمائه أدنـى فرصة للظهور وقــد يكتفون «بالحسبلة» عليه ممنني النفس أن يكون من جاء بعده أقل أنانية وحبًا لنفسه فيمنحهم فرصة للنمو وضـــوءا يخرجهم مــن الـعـتـمـة، وقــد يحصل لـهـم ما تمنوه أو يكون الجديد أسوأ من سابقه فيردد الواحد منهم قول الشاعر: دعوت على عمرو فمات فسرني.. بليت بأقوام بكيت على عمرو

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia