Okaz

تولى إدارة املدرسة ربع قرن.. وأحدث فيها نقلة نوعية

رحيل قائد الفالح التربوي علي سكري

- محمد األهدل (جدة)

غــيــب املـــــوت الـــتـــر­بـــوي الـــفـــا­ضـــل عــلــي حسن سكري مدير مــدارس الفالح في جـدة سابقا، وأديت الصالة عليه بعد العشاء، أمس األول، في مسجد الالمي، بشارع التحلية في جدة، ودفن في مقبرة أمنا حواء. وقضى الفقيد مديرا ملـدارس الفالح أكثر من ربــع قـــرن، فــي السبعينات والـثـمـان­ـيـنـات من الـقـرن املــاضــي، قــدم خاللها نـمـوذجـا مثاليا للتربوي والقائد املدرسي املثالي، الذي سبق أوانه بكثير من األعمال واألنشطة االستثنائي­ة التي لم تكن موجودة آنذاك، إذ رفض استخدام أســلــوب الــعــقــ­اب والـــضـــ­رب، لــتــأديـ­ـب الطالب املشاغبني، رغم أنه كان متفشيا آنذاك، ونجح في قيادة املدرسة لتحقيق رسالته التربوية، متغلبا على كثير من املعوقات. وتـــــرك رحــيــل ســكــري حــالــة مـــن الـــحـــز­ن على طالبه الذين تبوأوا مناصب كبيرة في الوطن، في مختلف املجاالت، معتبرين أنهم خسروا والـدهـم ومربيهم الــذي كـان يستضيفهم في منزله، ويغرس في نفوسهم القيم واألخالق الــحــمــ­يــدة، حـتـى بـعـد تـخـرجـهـم مــن املدرسة والتحاقهم بكثير من الوظائف. وأبــــدى رئــيــس نـــادي االتــحــا­د الـسـابـق حاتم باعشن حزنه العميق لرحيل التربوي سكري، مــشــيــر­ا إلـــــى أنـــــه تـــخـــرج مـــن املرحلة الثانوية من الفالح عام .1977 وأكـــــــ­ــد أن الـــفـــق­ـــيـــد أحــــــــ­ـدث نقلة تــطــويــ­ريــة نــوعــيــ­ة فـــي التعليم، كــــانـــ­ـت ســـابـــق­ـــة ألوانـــــ­ــهـــــــ­ا، منها اعتماد السجل املدرسي، الذي كان حلقة وصل بني املعلم وولـي أمر الطالب، إذ يدون فيه كل الواجبات واملــهــم­ــات املــطــلـ­ـوبــة مــن الطالب، ويــطــلــ­ع عـلـيـهـا ذووه فـــي املنزل، ويـعـمـلـو­ن عـلـى مـسـاعـدة الطالب إلنــجــاز­هــا، وكـــان ذلــك مــن األفكار الخالقة. وأشــار باعشن إلــى أن مـن األفكار الجميلة الـتـي ابـتـكـرهـ­ا التربوي سكري، دورس التقوية في املناهج الــــــــ­ـتــــــــ­ـي يـــــقـــ­ــدمـــــه­ـــــا املـــــعـ­ــــلـــــ­مـــــون للطال ب فـــــــــ­ـــي املـــــــ­ـــدرســــ­ــــــة بـــأســـع­ـــار زهيدة جدا، حرصا منه على االرتقاء بــــــمــ­ــــســـــ­ـتــــــوى الـــــــط­ـــــــالب التعليمي. وذكـــــــ­ــــر بــــاعـــ­ـشــــن أن ســـكـــري رحـــمـــه الله، كـــــان يــهــتــم بالعملية التربوية التعليمية الفقيد علي سكري والــريــا­ضــيــة أيـــضـــا، ويشرف بــنــفــس­ــه عــلــى مــســابــ­قــات كرة الـقـدم واأللــعــ­اب املختلفة مثل السلة، والطائرة والـيـد، مشيرا إلى أنه كان ذا خلق رفيع، صبورًا، يرفض التعامل بالعقاب والضرب مـــع املــشــاغ­ــبــني، بـــل يــفــضــل األسلوب األبوي وكثيرا ما ينجح في ذلك. وقـــال: «كـــان لــه تأثير إيـجـابـي على كل الـطـالب، حتى بعد تخرجهم من املدرسة»، سائال الله أن يـــتـــغـ­ــمـــده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جـــنـــات­ـــه ويـــلـــه­ـــم ذويـــــه الصبر وحسن العزاء. وقــال إبراهيم كنداسة حاتم باعشن (مــوظــف سـابـق فــي أرامــكــو): «الــتــربـ­ـوي علي حــســن ســكــري، كـــان والـــدنــ­ـا جـمـيـعـا، لــم يكن مديرا فقط، بل والدًا لجميع الطالب، ال تفارق االبتسامة محياه، ال يغضب أبـــدا، دائـمـا ما يتخذ قـــرارات فـي مصلحة الـطـالـب»، مشيرا إلـى أنهم كانوا كثيرا ما يـزورونـه في منزله فــي حــي الــجــامـ­ـعــة، وكــانــت زوجــتــه أم حسن التي توفيت منذ عام (رحمها الله) تعد لهم األطباق والطعام. وأضاف: «كنا نستمتع بزيارته إلى قبل وفــاتــه بفترة قـصـيـرة، وكان يـشـعـرنـا أنــنــا فــي بـيـتـنـا ولسنا ضــيــوفــًا، مــن شـــدة كــرمــه وطيب نــفــســه»، داعـــيـــ­ا الــلــه أن يتغمده بــــواســ­ــع رحــمــتــ­ه ويــســكــ­نــه فسيح جناته.

 ??  ??
 ??  ??
 ??  ?? الراحل مع أحد طالبه في المدرسة عام .ـه1400
الراحل مع أحد طالبه في المدرسة عام .ـه1400
 ??  ?? إبراهيم كنداسة
إبراهيم كنداسة
 ??  ??
 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia