تفريج أزمة الفقراء
الـزكـاة تعود على صاحبها بالثواب في اآلخرة وبــالــخــيــر والــنــعــمــة فـــي الـــدنـــيـــا، وكــــم مـــن قصة سمعناها عمن قدم شيئًا من املعروف ولو كأسا من حليب أو قطعة من رغيف ملسكني فرزقه الله الشيء الكثير. وإذا كانت الكلمة الطيبة صـدقـة، فما بالك بمن يتصدق بــاملــال لكي يفك أزمـــة فقير ال يستطيع شــــراء ثــيــاب الــعــيــد ألوالده أو ال يـسـتـطـيـع دفع فــــاتــــورة الـــكـــهـــربـــاء أو غــيــر ذلــــك مـــن الحاجات الــضــروريــة، ومــا عندنا مــن مــال فهو ينفد، وما عند الله فهو بــاق، ثبت ذلـك بالتجربة. مع أننا نؤمن بما جاء في كتاب الله وما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إيمانا صحيحا ال لكي نجرب فائدته. ومن أسف فإن بعض املوسرين بالغوا في ترديد نغمة الحال تعبانة والعني بصيرة واليد قصيرة، وهــذه النغمة تعود على قائلها بالخسران، ألن من فرج على مسلم كربة فرج الله عليه كربة من كرب يوم القيامة، والزكاة فريضة وليست نافلة. والله سبحانه حث على الصدقة فوق زكاة املال، فـمـن كــانــت لــديــه عـــروض تــجــارة مــر عليها عام أو بلغة الفقهاء حـال عليها الحول فـإن في هذه التجارة حقًا الزمًا للفقير واملسكني وبقية الفئات الـثـمـانـي الــتــي ذكــرهــا الــلــه فــي الــقــرآن فــي سورة الــتــوبــة، وال يــجــوز تـأخـيـرهـا عــن مــوعــدهــا، وقد اخـتـار كثير مـن األثــريــاء شهر رمـضـان ليوزعوا فيه زكـاة أموالهم التي حال عليها الحول، والله سـبـحـانـه مطلع عـلـى كــل صـغـيـرة وكــبــيــرة، وإذا احـتـال بعض األغـنـيـاء بتحويل بعض ثرواتهم للزوجة أو األبناء لكي يتخلصوا من الزكاة فإن الله ال تخفى عليه خافية. وأما زكاة الفطر فهي أقل من ثالثة كيلو من األرز أو الحبوب أو التمر عن كل فرد من أفراد األسرة، ومن العلماء من قال إنها كيلوان وربع ومنهم من قال هي كيلوان ونصف الكيلو ومنهم من قال إن زكاة الفطر هي كيلوان وأربعون جرامًا. وبما أنها من غالب قوت البلد فهي من األرز ألنه غالب قوت البالد العربية السعودية، ومن الفقهاء مــن رخـــص فــي إخــــراج هـــذه الـــزكـــاة نــقــدًا، مــع أن رسـول الله صلى الله عليه وسلم كما في حديث ابــن عمر فــرض زكـــاة الفطر على الــذكــر واألنثى والحر والعبد صاع من تمر أو صاع من شعير. وذكــــر الــتــمــر والــشــعــيــر ألنــهــمــا غــالــب قـــوت أهل املــديــنـــة املــــنــــورة، واالحـــتـــيـــاط فــيــهــا واجـــــب فال يــتــصــدق املـــزكـــي بــأقــل مـــن ثــالثــة كـيـلـو إال ربع. ويجب أن تدفع زكاة الفطر قبل صالة العيد وإال فهي صدقة.