Okaz

اجلمهوريات اإليرانية

-

قــال قــائــد فيلق الــقــدس قــاسـم سـلـيـمـان­ـي، مخاطبا الـرئـيـس األمريكي دونالد ترمب، إن «بداية الحرب بيدكم لكن نهايتها ستكون بأيدينا»، فـي تهديد ثــان يطلقه سليماني ردا على عــزم تـرمـب منع طـهـران من تصدير النفط للخارج، وأضاف سليماني: «إن كان ترمب يريد التهديد فليتحدث معي وليس مع الرئيس روحاني». وقـــد كـشـف سليماني أن روحــانــي ووزيــــر الـخـارجـي­ـة ظــريــف، مــا هما إال أقـنـعـة دبـلـومـاس­ـيـة يستخدمها الـنـظـام اإليــرانـ­ـي، لـيـرسـل رسالتني كاذبتني، األولى أن إيران دولة ديموقراطية، والثانية أن في إيران تيارا متشددا وتـيـارا معتدال، وهــو فـي مـا قاله يؤكد مـا ذهــب إليه الرئيس ترمب في تغريدة سابقة، حني قال إن دبلوماسية روحاني- ظريف لن تنطلي علينا مخفية وجه النظام القبيح. التهديد األمـريـكـ­ي هنا ليس تهديدا بضربة عسكرية، بـل هـو تهديد بضربة أكثر إيـالمـا، وهـي ضربة اقتصادية تضرب عصب االقتصاد اإليراني، وهو تصدير النفط والغاز، خاصة مع ارتفاع إسهام مداخيل النفط والغاز في الناتج املحلي اإليراني تصاعديا، منذ رفع العقوبات الذي تال االتفاق النووي، وعلى مستوى النفط وحده اقتربت إيران من مستوى 4 ماليني برميل يوميا، نصفها تقريبا تصدره إيران. بينما التهديد اإليراني هنا هو تهديد عسكري، حيث يتوعد سليماني وقبله روحاني باستهداف مضيق هرمز، بينما النظام في طهران أجنب من أن يستهدف بشكل مباشر أي صــادرات نفطية من الخليج، ولديه وكالء ال يملكون من أمرهم شيئا، وهم أدوات يحركها سليماني، وهذا ما فعله الحوثيون من استهداف ناقلتي نفط سعوديتني قبالة السواحل الغربية لليمن. وستستمر إيــران فـي استغالل أذرعـهـا فـي لبنان والــعــرا­ق واليمن، من أجل خدمة مصالحها االقتصادية، سـواء على املستوى السياسي كما يحصل في تشكيل الحكومتني العراقية واللبنانية، أو عسكريا بحسب ما يتطلبه الصراع مع الواليات املتحدة، التي يدرك سليماني قبل غيره، أنـهـا تضيق الـحـبـل عـلـى عـنـق الــحــرس الــثــوري، وتـجـفـف منابعه في تمويل األذرع اإليرانية. وإيـران في استمرارها باستخدام األذرع عوضا عن املواجهة املباشرة، أوال لتبقي التصعيد األمريكي في نطاقه االقتصادي رغم مـرارة السم في ذلك، والتي هوت وما زالت تهوي بقيمة الريال اإليراني (التومان) مقابل الدوالر، ثانيا ألن التهور العسكري من قبل إيران بشكل مباشر، سيجعلها عرضة لرد عسكري، كما أنه سيسقط ورقة التوت التي يحاول بها األوروبيون تغطية النظام اإليراني. إيـــران لـديـهـا سـجـل بغيض مــن التعصب الـديـنـي. فــي الـشـهـر املاضي، تم شنق محمد سـالس، بعد تقارير أشـارت لتعرضه للتعذيب. يعيش املسيحيون واليهود والسنة والبهائيون والزرادشتي­ون في خوف من أن تكون صالتهم القادمة هي األخيرة. هــذا مـا غــرد بـه وزيــر الخارجية األمـريـكـ­ي مايك بومبيو فـي السادس والعشرين من شهر يوليو الجاري، وقد كان وزير الخارجية األمريكي، ألـقـى خـطـابـا األحـــد املــاضــي، أمـــام الـجـالـيـ­ة اإليــرانـ­ـيــة فــي كاليفورنيا، قـــال فــيــه: «الــنــظــ­ام يـعـتـقـل املــئــات مــن األحــــوا­زيــــني، مــن أبــنــاء مجتمع األقلية العربية في إيــران، عندما يتحدثون للمطالبة باحترام لغتهم ومعتقداتهم األساسية». وهنا يشهد النظام اإليراني مستوى مختلفا من التعاطي السياسي من قبل اإلدارة األمريكية، يفسد ما سعت إيــران للهروب منه عبر تصدير الثورة اإليرانية، وهو الهروب من املشكالت الداخلية، مشكالت مجتمع %60 منه ليسوا فرسا، ويعانون من تفرقة عنصرية، وشح في الخدمات ومياه ملوثة، وال تكاد تهدأ مظاهرات الكرد هنا حتى تشتغل مظاهرات األحوازيني هناك. ورغــم مـا ذكــره وزيــر الــدفــاع األمـريـكـ­ي جيمس ماتيس، مـن أن اإلدارة األمريكية ليس لديها مخطط إلسقاط النظام في إيران، لكن هذا ال يعني في أجواء تصريحات وزير الخارجية األمريكي بومبيو، واللقاء املتكرر بمعارضني إيرانيني واملشاركة بمؤتمراتهم، وأبـرزهـا مشاركة رودي جـولـيـانـ­ي مستشار تـرمـب فــي مـؤتـمـر املـعـارضـ­ة اإليــرانـ­ـيــة األخــيــر في باريس، أن فكرة تقسيم إيران إلى جمهوريات مطروحة على الطاولة.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia