نظام يقطع دابر سرقة السيارات !
لـــم تــــزل الــشــكــوى مـــن ســرقــة الـــســـيـــارات من الـشـوارع قائمة، وإن قلت هـذه األيــام بعض الــشــيء، وتــبــرز هـــذه الــشــكــوى فــي السيارت التي يتركها أصحابها في وضع تشغيل حتى لو نزلوا منها برهة وكانوا يقفون قريبًا منها لتنزيل أغراض أو أطفال أو أسرة، وتكون السرقة أسهل بالنسبة للموديالت القديمة نسبيًا حتى لو كانت واقفة بجوار منزل صاحبها أو مجاورة لسوق عـام في زقــاق خلفي، فيأتي من يفتح بــابــهــا ويــفــلــح فــي تشغيلها بـطـريـقـة يـعـرفـهـا لصوص السيارات ليفاجأ صاحبها عند عودته أن سيارته اآلمنة الواقفة الوديعة قـد سرقت منه فـي وضــح النهار أو في عتمة الليل، فيبدأ مشوارًا عصيبًا لإلبالغ عن «الفقيدة» لعله يظفر بها قبل أن تشلح من قبل السراق لتباع على الــورش على هيئة قطع غيار بمبالغ تصل إلى أضعاف قيمة السيارة وهي جديدة. وكنت قد كتبت قبل ما يزيد على عشر سنوات عن تجربة طبقتها دول آسيوية ناهضة ومنها ماليزيا كان لها أثر فـي القضاء على جـرائـم سرقة الـسـيـارات لسهولة ضبط السيارة املسروقة خالل دقائق دون تدخل الشرطة الرسمية وهذه التجربة تتلخص في تركيب جهاز صغير في مكان ما من السيارة عند تصنيعها، يرتبط بقمر صناعي تابع لشركة متخصصة في مجال تأمني للسيارات ضد السرقة فــإذا حــاول شخص فتح أي سـيـارة «عــنــوة» فــإن الجهاز الخفي يرسل إشارة إلى القمر الصناعي الذي يبلغ رجال الــشــركــة ودوريــاتــهــا املـنـتـشـرة فــي الـــشـــوارع عــن تعرض الـسـيـارة ملحاولة السرقة ويـحـدد القمر الصناعي مكان وجودها فتتحرك أقرب دورية إللقاء القبض على السارق أو إنــقــاذ الــســيــارة مــن الـسـرقـة وإبـــالغ الـشـرطـة الرسمية ملتابعة الـسـارق فـي حالة عــدم تمكنها مـن القبض عليه متلبسًا بالجريمة. وحــتــى لــو ســرقــت ســيــارة وهـــي فــي وضـــع تشغيل وأبلغ صـاحـبـهـا الــشــركــة املــســؤولــة عــن تــأمــني الــســيــارات فإنهم يـسـتـطـيـعـون بــواســطــة أجــهــزتــهــم تــحــديــد مــوقــع السيارة املــســروقــة فــي حــــدود كـيـلـو مـتـر مــربــع فـتـحـاصـر املنطقة املحدودة بعدة دوريـات مسنودة بدوريات الشرطة إللقاء الـقـبـض عـلـى الــســارق قـبـل أن يبتعد بـالـسـيـارة ويتوارى عن األنظار؛ ألن هذه األنظمة الفعالة الدقيقة ال تسمح له بذلك. وكان أخونا الدكتور سعيد الحازمي مدير مكتب رابطة العالم اإلسالمي في ماليزيا قد حدثني عن أداء تلك الشركة املاليزية املختصة في مجال تأمني وحماية السيارات من الشركة، وتمنى وتمنيت معه استخدام النظام نفسه في بالدنا لقطع دابر سرقة السيارات ولم تزل األمنية قائمة!