حاجان مينيان: سخاء السعوديني أنسانا عناء «حصاد القمح»

لم يتوقع سعد حزام ورفيق دربه محمد عبدالله وزوجتاهما من محافظة ذمار في جمهورية اليمن، أن هم تكلفة رحلة العمر، يمكن أن يتآكل بمجرد أن تطأ أقدامهم الديار املقدسة، ألداء مناسك الحج لهذا العام. وبعدما كانت رحلتهم وصوال إلى السعودية محفوفة بالكثير من العناء والتعب، لتأمني تكلفة السفر، أصبح شغلهم الشاغل خال رحلتهم، كيفية تأمني تكاليف أداء املـنـاسـك، إال أنهم بمجرد أن حطوا الـرحـال فـي مكة املكرمة، تبدد كل الهم، وهـم يــرون التسهيات أينما رحلوا في املشاعر املقدسة. وقاال لـ «عكاظ» بعدما من الله تعالى عليهما بالحج، أنهم كانا قلقني جــدا مـن تكلفة الـحـج، إذ إنهما بالكاد استطاعا جمع مصاريف السفر، لكنهما بمجرد وصولهما وجدا كل الخدمات مجانية خصوصا الخدمات الصحية، إضافة إلـى املأكل واملـشـرب، إذ يبادر أهـل الخير في تقديم كل ما تجود به أنفسهم لنيل األجر والثواب، األمر الذي أنساهم هم املصاريف التي طاملا شغا أنفسهم بها في وقت سابق. وأكـدا أنهم لم يتوقعا هذا العطاء بهذه الصورة، إذ إن الحج كان أرضا خصبة تــبــارى فـيـه املـحـسـنـون فــي الـسـعـوديـة لفعل كــل مــا فــي وسعهم، بعدما وضعت لهم الحكومة السعودية النموذج في التفاني في العطاء والبذل لخدمة الحرمني الشريفني وقاصديهما. وأوضــحــا أنــهــم لــم يلمسا أي عــنــاء فــي املــصــاريــف، فـكـل الخدمات متاحة بـصـورة سهلة، األمــر الــذي يدفع الحجاج للتفكير فـي أداء املناسك، دون أي هموم أخرى، معربني عن شكرهما لكل من أحسنوا للحجاج وقـدمـوا صــورة ناصعة البياض عن فعل الخير لضيوف الرحمن، سواء بالجهد أو باملال. ولفتا إلــى أنهما تــدبــرا أمــر تكلفة السفر مــن خــال كــد مـوسـم كـامـل في الـــزراعـــة، وكـــان املــحــصــول املــوســمــي مــن الـقـمـح والـشـعـيـر والـــــذرة كفيا بـأن يسعفهما للسفر برفقة زوجتيهما، مؤملني في موسم جديد حافل بالحصاد ليتمكنا من العودة مرات أخرى.