سعادة الدكتور الفخري نصاب
قبل أيام قالئل كتبت عن الشهادات األكاديمية الــوهــمــيــة الــتــي كــانــت مـــلء الــســمــع والبصر اهتمامًا ومتابعة مـن قبل املـواطـنـن، وبعد دخـــول هـــذا املــلــف إلـــى مـجـلـس الــشــورى تــوقــف الخوض فيه وأنهيت املقالة بأننا ارتضينا ببقاء هــذه السوسة (الشهادات الوهمية) تنخر في الواقع من غير هوادة. أما مقالة اليوم فهي في نفس الخانة، أعرف العشرات من اإلعـالمـيـن والـفـنـانـن واملنشغلن بـالـواقـع االجتماعي، أعــرفــهــم جـــيـــدًا، وأعـــــرف مـسـتـويـاتـهـم الـعـلـمـيـة حــتــى أن بعضهم لــم يجتز التعليم الــعــام فــي أعـلـى مـراتـبـه وهي الثانوية.. هؤالء وجدت أن الكثير منهم يضع أمام اسمه حــرف الـــدال (أي أنــه أصـبـح يمتلك الــشــهــادة األكاديمية العليا)، وعندما تـتـسـاءل: هـل هـو ممن اشـتـرى شهادته ودخل في طابور الحاصلن على الرسائل الوهمية؟ فإذا بك تفاجأ أن هــؤالء هم الجيل الـقـادم من أجيال التزوير والــضــحــك عــلــى الـــنـــاس، وهــــذا الــصــنــف دخـــل إلـــى سوق شراء الدكتوراه الفخرية؛ ألن ليس منهم من حقق إنجازًا وإنجازه الوحيد تدبر كيفة الحصول على تلك الدكتوراه الفخرية، وبعد أن حصل عليها، أصبح حرف الدال يسبق اسمه.. كيف؟ وعندما تريد إفهامه أن الـدكـتـوراه الفخرية ليست لقبًا أكــاديــمــيــًا وإنــمــا تــقــديــر ملــنــجــزات الــشــخــص وال ينبغي أن تضع لقب دكـتـور أمــام اسـمـك ملـجـرد أن اشتريت هذه الفخرية.. وهذه النوعية هي من نوعية (كذب وصدق كذبته) وألن تكرار الكذب يمنح صاحبه املصداقية عند بعض الناس، فتجده يتجه إلى املناشط االجتماعية ويسهم فيها وبعد قليل يصبح الدكتور فالن بن فالن يشرف ويوجه األنشطة الخيرية أو االجتماعية أو التسويقية أو االستشارات، يحدث هذا من خالل حرف الدال الفخري. وألن الـقـانـون ال يطال هــؤالء الحاصلن على الشهادات الفخرية لكنه بالضرورة يطال أي تلبيس وتدليس على الناس وإيهامهم أنهم يحملون شهادات أكاديمية، وهنا ال بد من انتباه الجهات املعنية؛ إليقاف صاحب السعادة الدكتور الفخري.