Okaz

في لبنان.. منوذج املخلّص لم يعد في السرداب!

-

في مطار بيروت الذي تسيطر عليه منذ سنوات شخصيات تـابـعـة مليليشيا حــزب الـلـه اإليــرانـ­ـي انطلقت تـلـك الصرخة الصادقة ضد الفساد من قلب مواطن لبناني بسيط سئم من الصمت وهو يشاهد ما يحدث في بلده من سرقات وانهيار في الخدمات املقدمة للمواطنني الذين كانوا يفاخرون قبل عقود بأن دولتهم «سويسرا الشرق».. صرخة اهتزت لها أرجاء املكان واستقبلها الحضور باإلعجاب والتصفيق والتصوير لتنتشر فـي حسابات ناشطي شبكات التواصل االجتماعي كما تنتشر النار في الهشيم. لم تكن الصرخة سوى أمنية تمناها املواطن اللبناني املنهك بأن يحكم بــالده سمو ولــي العهد األمـيـر محمد بـن سلمان ليخلصها مـن الفساد والفاسدين الذين عبثوا بها وبمستقبلها وأهانوا أهلها الشرفاء ودمروا اقتصادها بالنزاعات الطائفية والتبعية ملحور الشر اإليراني الذي دخل هذه األيام فعليًا في نفق االنهيار على املستويني السياسي واالقتصادي. لكن ملـاذا اختار ذلك املواطن اللبناني املقهور اسم ولي العهد السعودي من بني كل القيادات العاملية للقضاء على الفساد والفاسدين في بالده؟ بل وأطلق صرخته املدوية دون خوف في عقر دار الذنب اإليراني «حزب الالت»، ألد أعداء السعودية وكارهيها؟ اإلجابة ال تحتاج لتفكير طويل، فاسم ولي العهد السعودي األمير محمد بـن سلمان بــات أيقونة عاملية ملحاربة الفساد والقضاء على الفاسدين واالنــتــ­صــار لـلـنـاس واســتــعـ­ـادة الــحــقــ­وق مــن لــصــوص الــظــالم، هـــذه هي الحقيقة التي اليمكن حجبها مهما حاول ذلك املتضررون منها، فالشعوب املنهكة املقهورة من تسلط الفاسدين في كل مكان تنساق افئدتها ال إراديًا نحو القائد الرمز الشجاع الذي ترى فيه خالصها من معاناتها، وإن لم تجده على األرض فستصنع لـه صــورة فـي مخيلتها وتبقى بانتظاره، لكن ولسوء حظ محور الشر اإليراني وأذنابه في املنطقة أن هذا القائد املــخــلـ­ـص مــوجــود فــي الــواقــع الــعــربـ­ـي الــيــوم، تـــراه أعـــني الــنــاس وتتابع إنجازاته وأخباره في أشهر وسائل اإلعالم الدولية، وليس صورة خيالية كما هو مخلصهم املحجوب في «السرداب الوهمي». والــحــق أن أمـنـيـة ذلـــك املــواطــ­ن الـلـبـنـا­نـي الــتــي طـعـنـت خــاصــرة الحزب اإليراني في مطار بيروت وأثارت فزع مريديه، لن تكون في يوم من األيام هدفًا للسعودية وقيادتها، فالرياض ال تتمنى سوى أن ينعم اللبنانيون بــاألمــن واالســتــ­قــرار وأن يـنـبـذوا خالفاتهم ويـعـمـروا وطنهم بعيدًا عن التبعية والصراعات السياسية والطائفية، وهذا ما يردده دائما ويتحرك ضمن إطـــاره دون كلل أو ملل منذ أشـهـر املبعوث الـسـعـودي إلــى لبنان معالي املستشار في الديوان امللكي األستاذ نـزار العلوال، والـذي نجحت جــهــوده الــخــيــ­رة فــي الـجـمـع بــني الــقــيــ­ادات اللبنانية الـوطـنـيـ­ة، وأعادت الدفء إلى العالقات بني الرياض وبيروت بعد أن صرف اإليرانيون مئات املــاليــ­ني على ضربها ودجــجــوا أذنـابـهـم فــي الــداخــل اللبناني بالسالح واملال بهدف سلخ اللبنانيني عن هويتهم وعمقهم العربي، لكنهم فشلوا وسيفشلون دائمًا كعادتهم، فالشر اإليراني يستحيل استزراعه في أرض عربية أصيلة.

 ?? @Hani_DH gm@mem-sa.com ?? هاني الظاهري *
@Hani_DH gm@mem-sa.com هاني الظاهري *

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia