صفحة جديدة !
نقول لكافة الحجاج من داخــل اململكة ومـن العالم بأسره تقبل الله حجكم وجعله مبرورا، وها أنتم قد خرجتم من حجكم كيوم ولدتكم أمهاتكم، وتبدأون صفحة جديدة وتحبون أن يناديكم الناس باللقب الكريم وهو يا حاج ويا حاجة. والصفحة الجديدة تحتاج أوال إلـى املحافظة على الصالة في مواعيدها، وصــالة الجماعة فـي املسجد خير مـن صــالة الفرد، وثانيًا فريضة الـزكـاة فهي حـق الله فـي أمـوالـكـم، بـل إن بعض الفقهاء ذكــر حلي الـنـسـاء، ولـكـن جمهور العلماء أكــد أن حلي النساء ليس فيها زكاة إال ما زاد عن أمثالها، فاملرأة التي لديها حلي في حدود 100 ألف ريال مثال ومعظم نساء بالدها معهن حلي بنفس القيمة تزيد قليال أو تنقص قليال فهي معفاة من الزكاة ما دامـت ليست للتجارة بل للزينة، أمـا من زاد ما معها أضعاف أضعاف ما مع مثيالتها من النساء فعلى الزائد والله أعلم زكاته، إذا مر عليه الحول. والثالث من األمور صوم رمضان، فهو فريضة مدة شهر في السنة، ثم تبتعد أخي الحاج عن الغيبة والنميمة والحسد والحقد والكبر على عباد الله، وإذا راجعت كــتــاب «إحـــيـــاء عــلــوم الـــديـــن» لــلــغــزالــي، تــجــد فــي ربـــع املهلكات الذنوب التي يجب عليك اجتنابها. ولعلي نسيت أن أقـول إن في مقدمة ما تهتم به أخي الحاج بر الوالدين أو أحدهما إن كان الثاني قد مـات، وصلة الرحم، ففي ذلك خير كثير ومجرب في الدنيا قبل اآلخرة. وعـلـى املـسـلـم الــحــاج وغـيــر الــحــاج اجـتـنـاب املـــال الــحــرام بكافة صوره وأشكاله سواء مما حرم الله مثل الربا، أو ما كان من باب الغش وتطفيف الكيل وامليزان. وحذار من االعتداء الجسدي أو املعنوي على عباد الله وذلك قد يكون سببه الغضب وتوتر األعصاب، والله سبحانه يراقبك إن كنت تضرب زوجتك وتهينها أو تشتم الناس، إال في حدود قوله تعالى «ال يحب الله الجهر بالسوء من القول إال من ظلم». والخالصة أن تأتي ما تحب أن يؤتى إليك فال تظلم أحدًا ألنك ال تحب أن يظلمك أحد، والظلم ظلمات.. فال تحاول أن تؤذي أحدًا وال تحاول أن تحتال لتستولي على أرض هي ليست من حقك، أو أن تظلم في املـيـراث ورثتك أو أن تكون وارثــا فتحرم اإلناث املستحقات للميراث، أو أن يكون عليك ديـون فتحتال بتحويل ثروتك للزوجة واألبناء وتدعي أنك معسر لكي تأكل أموال الناس بالباطل، فعاقبة الظلم وخيمة على الظالم. وأســاس ذلك كله اإليمان بالغيب وأن الله مطلع على الصغائر والكبائر وهو الذي ال تخفى عليه خافية، وسوف تعرض عليك أعمالك كلها من خير أو شر حسبما جاء في اآلية املحكمة «فمن يعمل مثقال ذرة خيرًا يره، ومن يعمل مثقال ذرة شرًا يره». ومـعـظـم الـحـجـاج والــقــراء يـعـرفـون هــذه الـنـصـائـح، ولكنها من باب «فذكر إن نفعت الذكرى سيذكر من يخشى».. والله من وراء القصد. السطر األخير: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): «من حج فلم يرفث ولم يفسق خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه». * كاتب سعودي