عمليات جتميلية.. وانتهاكات جسيمة

لم تفلح عمليات التجميل التي اعتمد عليها النظام القطري خـــال األعـــــوام األخــيــرة فــي تـحـسـن صــورتــه الـــســـوداء في مجال حقوق العمال في املشاريع اإلنشائية لكأس العالم لكرة القدم املزمع إقامته في اإلمارة الخليجية عام .2022 ورصــــــــدت شــبــكــة «دويـــتـــشـــه فـــيـــلـــه» األملـــانـــيـــة انتهاكات خطيرة تــورط فيها الـنـظـام الـقـطـري، مقللة مـن أهمية ما أسمته بـ«عمليات التجميل» (بحسب وكـالـة «سبوتنيك» الروسية). ونـشـرت الشبكة األملـانـيـة تقريرًا مـن داخــل قـطـر، ورصدت انــتــهــاكــات خــطــيــرة لــحــقــوق اإلنـــســـان فـــي أعـــمـــال اإلنشاء املرتبطة بكأس العالم لكرة القدم ،2022 وأشــارت مراسلة «دويتشه فيله» أنشال فوهرا إلى عمل العمال في منتصف النهار في فصول الصيف الحارقة، موضحة أنهم يعملون تحت درجة حرارة مرتفعة وتحديدا ما بن الساعة 11:30 صـبـاحـًا 03:00و مــســاء، رغـــم أنــهــا تعتبر فــتــرة راحـــة في قطر. واعتبرت الشبكة عمل العمال في تلك األوقات خرقًا واضحًا للقانون القطري وقوانن العمل املعروف بها في العالم. وقالت الشبكة، إنه توفي في مشاريع كأس العالم في قطر نحو 520 عاما، وظلت أكثر من 300 حالة عبارة عن وفاة غير مبررة من قبل السلطات. وعــلــق خـبـيـر الــقــانــون والــحــقــوق الــتــابــع لـهـيـومـن رايتس ووتش، نيكوالس مكجيهان، على تلك االنتهاكات بالقول «انتهاكات املاعب املرتبطة بالفيفا أكثر خطورة؛ ألن تلك املشاريع التي تشرف عليها اللجنة العليا للمشاريع واإلرث القطرية التي وعدت بتوفير أعلى معايير الرفاهية للعمال، لكن تلك الــحــوادث توحي بــأن املقاولن ال يلتزمون حتى بالقوانن األساسية». وشدد على أنه «ال يمكنني تصديق أن السلطات القطرية تشعر بـأنـه يمكن إخــفــاء مـثـل تـلـك االنــتــهــاكــات، التفسير األكـثـر معقولية أنهم شـعـروا أنـه يمكن أن يهربوا مـن أي عقوبة». وعــرضــت «دويــتــشــه فـيـلـه»، مـقـاطـع فـيـديـو للعمال الذين يعملون في الفترات املحظور خالها العمل في قطر على لجنة املشاريع واإلرث القطرية. وأجـــرت «دويـتـشـه فيله» مـقـابـات مــع نحو 400 شخص عـلـى عــاقــة بتلك اإلنـــشـــاءات ســـواء فــي مــواقــع قـيـاديـة أو عمال داخل قطر، وخرجت الشبكة األملانية بنتيجة مفادها أن السلطات القطرية تسعى إلجــراء «عمليات تجميلية»، لتظهر أنها توفر للعمال مختلف سبل الرفاهية. ونفى العامل الهندي محمد أكـرم - الـذي يعمل كهربائيًا في موقع مترو أنفاق السكك الحديدية في قطر - علمه بأي إصاحات تتحدث عنها السلطات القطرية، مضيفًا «نحن نعمل في أغنى دولة في العالم ملدة 10 سنوات، باستثناء أنه تم استبدال الكابينة إلى مخيم ذي أرضية ملساء». وقــرر زميل أكــرم، وسيم خــان، حــزم حقائبه والــعــودة إلى بـاده، موضحًا «أنـا مكثت هنا 6 أشهر فقط، لكن الحياة هنا ال تطاق». وأضاف: «حياة الكلب أفضل في قريتي من حياتي، أنا هنا غــارق في العرق كل يــوم، أعمل في الجو الحار جـدًا حتى رأسي يدور، وأتشارك في غرفة واحدة مع 6 آخرين».

عمال يشتكون من سوء معيشتهم في الدوحة. (دويتشه فيله)