«كلمات» تترجم رواية ترصد سيرة املوسيقار الروسي شوستاكوفيتش
يصدر عن دار كلمات للنشر، في إمــارة الشارقة بدولة اإلمــارات العربية املتحدة، ترجمة عربية لرواية «ضجيج العصر»، وهي السيرة الروائية للموسيقار الروسي شوستاكوفيتش، من تأليف جــولــيــان بـــارنـــز، ونــقــلــتــهــا إلــــى الــلــغــة العربية املترجمة عهود املخيني. وجوليان بـارنـز 72( عـامـًا) هـو كاتب ومترجم، وروائـــــي، ونــاقــد أدبــــي، وكــاتــب خــيــال علمي من املــمــلــكــة املـــتـــحـــدة، وهــــو عـــضـــو فـــي األكاديمية األمريكية للفنون والعلوم. يعرف جوليان بارنز بأنه كاتب إنجليزي معاصر ملـا بعد الـحـداثـة فـي األدب. وقــد تـم اخـتـيـاره في الـقـائـمـة الـقـصـيـرة 3 مــــرات لــجــائــزة مـــان بوكر، كما فـاز بها في عـام 2011 عن روايــة اإلحساس بالنهاية. كما كتب جوليان بارنز خيال الجريمة تحت اســم مستعار دان كــافــانــاج، بعد حصوله على تعليم بمدرسة مدينة لندن وكلية ميرتون، أكسفورد، وعمل محررًا أدبيًا وناقدًا سينمائيًا. جـولـيـان بــارنــز ذهــب مــن خــال روايـــة «ضجيج العصر» بعيدًا في الـزمـان واملـكـان ليأخذنا إلى روسيا وتحديدًا إلى سنوات الرعب الستاليني، التي كانت بمثابة الجحيم بالنسبة إلى املثقفني والكتاب والفنانني. ويروي لنا بارنز أحداث هذه السنوات من خال دمـيـتـري شوستاكوفيتش الـــذي يـعـد مــن أشهر املــوســيــقــيــني الـــــروس فـــي الـــقـــرن الــعــشــريــن ومن أكثرهم شهرة على املستوى العاملي. وقد ولد هذا املوسيقار الـذي ينتمي إلى عائلة مثقفة، اعتقل بـعـض أفـــرادهـــا فــي مـعـسـكـرات سيبيريا بسبب مناهضتهم للنظام القيصري، في مدينة سانت بــطــرســبــورغ فــي الــعــام .1906 ومـــا إن بـلـغ سن العشرين حتى أصبح معروفًا في األوساط الفنية واملوسيقية في كامل أنحاء روسيا. وفـي الـعـام 1934 قـدم مكسيم غـوركـي الخطوط الـــعـــريـــضـــة ملـــــا أصــــبــــح يـــســـمـــى بــــــ «الواقعية االشـــتـــراكـــيـــة» فـــرحـــب بــهــا الـــعـــديـــد مـــن الكتاب والشعراء والفنانني. لكن رفضها الكثيرون مثل أوسيب ماندلشتام وأنا أخماتوفا وبولغاكوف، مــتــحــديــن بـــذلـــك أجـــهـــزة اإلرهــــــــاب الستاليني؛ وبسبب ذلك سلطت عليهم عقوبات قاسية. فقد توفي ماندلشتام من الجوع والبرد في معسكرات سيبيريا عــام ،1938 ومنعت أنــا أخماتوفا من نشر أشعارها. أمـا الشاعرة ماريانا تسفيتيافا فقد فضلت االنتحار عام 1941 بعد أن تحولت حياتها إلى سلسلة من األوجاع واملآسي األليمة. ويتطرق الكاتب إلى ساعات الرعب التي عاشها دميتري شوستاكوفيتش الذي كان يخشى دائمًا أن يـأتـوه فـي قلب الـلـيـل. ويــجــر خــارج بيته في بـيـجـامـا، ويـجـبـر عـلـى ارتـــــداء ثـيـابـه عـلـى عجل أمــام ميليشي هــادئ، مظهرا احتقاره لـه، فذهب إلــى الــفــراش بـكـامـل ثـيـابـه. ونـــام نـومـًا متقطعًا، متصورًا أفظع األشــيــاء. وخـوفـه كــان يمنع نيتا من النوم هي أيضًا. كل واحــد منهما يظهر أنه نائم لكي يخفي خوفه عن اآلخــر. ومن كوابيس الـيـقـظـة املــلــحــة هــو أن تــأتــي املــخــابــرات لتأخذ غاليًا وتحملها -إذا ما أسعفها الحظ- إلى مأوى لـلـيـتـامـى خــــاص بــأبــنــاء أعـــــداء الــــدولــــة. عندئذ ســيــعــطــونــهــا اســـمـــًا آخــــــر، وســيــصــنــعــون منها مواطنة سوفيتية جديدة نموذجية -زهرة عباد شــمــس صــغــيــرة رافـــعـــة وجــهــهــا بــاتــجــاه شمس كبيرة هي ستالني.