رفض صرف أرباح في «توظيف أموال»
رفضت دائرة قضائية باملحكمة التجارية في مكة املكرمة طلب صرف أرباح تقدم به مدع ضد مستثمر توظيف أموال بدعوى استثمارها في بيع األجهزة الكهربائية، وقـضـت باستعادته رأسـمـالـه كـامـال دون أرباح. وكـــــان املـــدعـــي أقـــــام دعـــــوى ضـــد صاحب املــؤســســة طــالــبــه فــيــهــا بـــأربـــاح عـــن املدة السابقة (نحو 4 سنوات)، استثمر خاللها -حـــســـب الــــدعــــوى- 100 ألــــف ريـــــــال، وأن املــؤســســة وعــــدت بــضــمــان رأس أرباح تصرف لذلك. لكن مداوالت القضية كشفت وهم توظيف األموال الذي تمارسه تلك املؤسسة، إذ تبني أن جامعي هذه األموال يدورون رأس املال من مساهم إلى آخر باعتباره ربحا لجذب مزيد من املستثمرين في هذه األنشطة. وأقــــر مــالــك املــؤســســة أنــــه يــعــمــل فـــي هذا النشاط من خالل جمع أموال املستثمرين ووضــــــع صـــنـــدوق احــتــيــاطــي يــصــل إلى نـــصـــف رأس املـــــــال املـــســـتـــثـــمـــر، مــــن أجل الــحــفــاظ عــلــى الــســيــولــة الــنــقــديــة، بحيث املــــال مع يـصـرف األربــــاح مــن رأس املـــال بالتوالي للمساهمني، على أن يستثمر الباقي في األجهزة الكهربائية. وجاء في االعترافات أن هذه العملية كانت تسير بهذا األسـلـوب ملــدة 4 سـنـوات، لكن تزايد طلب املستثمرين على سحب رؤوس أمــوالــهــم اســتــنــزف الــرصــيــد االحتياطي (جــــزء مـــن رأس املــــال األصـــلـــي)، وهـــو ما جعله عاجزا عن السداد. ورأت الــدائــرة القضائية أن إقـــرار املدعى عـلـيـه بــأســبــاب خــســارتــه أثــنــاء املضاربة بـــــرأس مــــال املــســاهــمــني يــــدل عــلــى وقوع الــتــفــريــط والــتــعــدي مــنــه أثــنــاء املتاجرة، معتبرة أن مـا يـقـوم بصرفه كــأربــاح هي فـــي حــقــيــقــتــهــا لــيــســت أربــــاحــــا حقيقية، وإنــمــا هــي مـمـا يــتــوافــر لــديــه مــن سيولة غالبًا ما تكون جزءًا من رأس املال املختلط تعجيال ألرباح يتوقع تحصيلها بموجب كمبياالت لدى الغير ليست حالة. وشـددت الدائرة على أن ذلك يثبت بما ال يـدع مجاال للشك وجــود تعد في تعجيل الــربــح وتـسـلـيـم املــســاهــمــني، وتــفــريــط في إدارة أمــوالــهــم، خــالفــا ألصـــول املضاربة السليمة.