أغلقوا األبواب.. وامنعوا التصوير.. سالح «التعليم» لردع االنتقادات!
لـيـسـت املــــرة األولـــــى الــتــي يـضـيـق فـيـهـا صـــدر وزارة التعليم ممثلة فــي بـعـض إداراتـــهـــا التعليمية، بما تـنـشـره وســائــل اإلعـــام مــن قـصـور أو سلبيات تطال بعض خدماتها، فما أن شرعت «عكاظ» باألمس في فتح باب الحقيقة التي عاشها طابنا وطالباتنا في اليوم األول للعام الدراسي الجديد إال وكان الرد جاهزا، والحسم مدويا، بسؤال واحد غير مشروع، مفاده «من سـمـح لــهــؤالء بـالـتـصـويـر، وكــيــف ال يـحـصـلـون على إذن من اإلعام التربوي، وكيف يتاح لهم أن يصولوا ويجولوا في األركان لينقلوا ما خفي عن العيون؟». كان على بعض إدارات التعليم في املناطق واملحافظات إذا أرادت إعــــاء الــشــفــافــيــة فـــي املــرحــلــة الــقــادمــة أن تشرع أبوابها أمام املأل وتعلن للجميع «هاؤم اقرأوا كتابيه». وكان عليهم أيضا أن يدركوا أن «لكل عمل سلبيات»، ولــكــل خــطــوة انــحــنــاءة، ومـــن الــبــديــهــي أن تــجــد هي وإداراتها خلا هنا وهناك، وما دام اإلعام قادرا على الوصول إلى سراديب وأنفاق املدارس فقد وفر عليها خطى املـعـرفـة وتقصي الـحـقـائـق، ومــن بــاب أولــى أن تتم الشراكة ال العداء والويل والثبور ملن يقترب من أســوار وحــرم املـــدارس والجامعات، أو يلتقط صورة هنا وهناك. وبــصــيــغــة الـــســـر ال الــجــهــر، والـــخـــطـــاب الــشــفــاهــي ال املــكــتــوب، عممت بـعـض اإلدارات، لـقـائـدي مدارسها، صيغة التشدد في «منع التصوير في املدارس أو حتى االقــتــراب منها»، فـي إطــار محاولة عــدم فضح مـا تم إخفاؤه، بل حـاول بعض املحسوبني على فريق «كله تمام» تشويه الحقائق وقلب الصور الناصعة التي نشرتها بعض وسائل اإلعام ملدارس جادة استعدت بصورة بيضاء، زفـت خالها فرحة األبـنـاء بالعودة إلى املدارس، لتقول إنها مشمولة في االنتقاد، لتأليب املعلمني واملعلمات على اإلعام، وتحميلهم مسؤولية تسريب أي صـور أو حتى «نيجاتيف» للمدارس من الداخل. من حق إدارات التعليم أن تغضب إزاء السلبيات التي ظـهـرت، ألنـهـا تسير إلــى خطى التنمية سـريـعـا، لكن لـيـس مــن حقها أن تــثــور عـلـى كيفية نـشـر املعلومة، وتحاول دس رأسها في الرمال، فالطاب والطالبات وأولــيــاء األمــور شـاهـدو عيان على مـا حــدث ويحدث فــي املــــدارس الــتــي لــم تــعــرف صـيـانـة وال نـظـافـة، ولم يرتق يومها األول إلى اكتمال توزيع املقررات أو حتى الكادر التعليمي. هنيئا للتعليم بمن نـفـذوا التعليمات على حرفها، وهنيئا ملن حاول قلب رسالة اإلعام من نقل الحقيقة إلى نقل الصورة السوداء لألعام البيضاء، لكن قبل ذلك يجب أن نقول هنيئا لكل أب وأم وطالب وطالبة حــاولــوا نقل الحقيقة على علتها لـلـوزيـر، ووكائه، ويقولون لهم هذا هو الواقع، وأجرنا على الله، فماذا أنتم فاعلون؟!