نكبة «الغفران».. كابوس يؤرق «احلمدين»

بــدت قضية قبيلة الغفران القطرية، التي واجــــه أكــثــر مــن خـمـسـة آالف مــن أبنائها التهجير الـقـسـري مــن بــادهــم وتجريدهم مـــن جـنـسـيـاتـهـم الــوطــنــيــة عــلــى يـــد «نظام الحمدين»، ككرة الثلج املتدحرجة، ما يؤرق النظام القطري، إذ أضحت كابوسًا يطارده في كل األرجاء واملنظمات الحقوقية، حتى أن القضية وصلت إلى املفوضية السامية لحقوق اإلنسان بجنيف، عقب التقاء وفد مـن القبيلة املنكوبة برئيس قسم الشرق األوســــط وشــمــال أفــريــقــيــا فــي املفوضية محمد النسور أمس (اإلثنني). وسلم وفد القبيلة القطرية النسور خطابا موجها للمفوضة السامية لحقوق اإلنسان تضمن تلخيصًا لبعض من مأساة قبيلة آل غــفــران فــي قــطــر مــنــذ 1996 ثــم 2004 وحــتــى وقـــت كـتـابـتـهـا. وأكــــد وفـــد الغفران تعرض أبناء القبيلة بشكل همجي إلى أسوأ وأبشع جرائم التمييز العنصري والتهجير القسري واملنع من العودة إلى وطنهم والسجن وأعمال التعذيب التي أدت كما يشير الخطاب إلـــى اعــتــاالت نفسية ووفــــاة الــعــديــد مــن رجال القبيلة داخل سجون االستخبارات القطرية. وأشـــــــار الــــوفــــد إلـــــى عــريــضــة قـــدمـــت فــــي 21 من سبتمبر عــام 2017 إلــى مساعد املـفـوض السامي لشؤون الشرق األوسط وشمال أفريقيا، كما عبر عن أسفه وهو يؤكد أن السلطات القطرية بدء ا من أمير قطر ورئيس الوزراء والنائب العام ورئيس اللجنة الوطنية لحقوق اإلنــســان وكــبــار املـسـؤولـني األمـنـيـني، على اطاع ودراية بما يتعرض له آل غفران من التمييز العنصري. وأشـار الخطاب إلى أن املسؤولني القطريني منهم من تورط بشكل كبير، وبـطـرق مختلفة فـي العمل على إخـفـاء الكثير من الحقائق في هذه الجريمة عن أعني العدالة الدولية وعن املنظمات اإلنسانية النزيهة، ومضيفًا «بل يعمدون وبشكل قاس ومـؤذ للضمير اإلنساني إلى الكذب على املضطهدين وإلـى تغيير الحقائق للعالم ويمارسون الترهيب والوعيد ملـــن يـــحـــاول مـــن داخــــل قــطــر أن يــرفــع شــكــوى إلـــى الهيئات واملنظمات اإلنسانية أو يتصل بها». وشـرح الخطاب كيف يقمع األمن القطري ويرهب كل من يريد التظلم عبر اللجنة الوطنية لحقوق اإلنسان في الدوحة. وتعهد الوفد بعرض األدلـة على كل تلك األفعال للمفوضية، كما أكد أنه يحتفظ بها خوفا على أهاليهم في قطر من بطش السلطات. وطـلـب وفــد آل غـفـران مـن مفوضية حـقـوق اإلنــســان األممية االطـــــاع والـــوقـــوف عــلــى مــعــانــاة املـسـقـطـة عـنـهـم الجنسية واملحرومني من حق املواطنة داخل قطر، وعلى الجرائم التي مــورســت بـحـقـهـم، وعــلــى أوضــــاع ومــعــانــاة املـهـجـريـن قسرا واملـمـنـوعـني مــن الــعــودة إلــى وطـنـهـم واملــوجــوديــن فــي قرى وصــحــاري املـنـاطـق الــحــدوديــة فــي الـــدول املـــجـــاورة. ويأمل وفــد قبيلة آل غــفــران، املــكــون مــن 14 فــــردًا، أن يسفر تدخل املفوضية إلى تحقيق العدالة اإلنسانية على أرض الواقع من خال تناول موضوعي ومحايد لهذه املعاناة ليس فقط من خال ما تقدمه اللجنة الوطنية لحقوق اإلنسان في قطر من معلومات يشوبها الكثير من تزوير األدلة وتغييب الحقائق، والتي أصبحت كما قال الوفد الغفراني العائق الكبير أمام حصولهم على حقوقهم التي حرموا منها بسبب ظلم وجور السلطة في قطر.