وفاء الكبار
الـــوفـــاء مـــن أنــبــل الــصــفــات واألخــــــاق اإلنـــســـانـــيـــة، وهــــو خلق اجتماعي إسامي من أجمل ما يوصف به املرء. وال أعجب اليوم وأنــا أرى الوسط الرياضي واإلعـامـي وهـو يحزن على رحيل خالد قاضي، ذلـك الرجل الوفي النقي، فهو شخصية معروفة لــدى كـافـة الـريـاضـيـن، وكــل العـبـي وممثلي املــراكــز اإلعامية في األندية وكبار الصحفين الرياضين والجمهور الرياضي السعودي بكافة ميوله لقد عرفه بدماثة خلقه، وما يحمله من قلب طاهر نقي ومن نبل ولطف وتواضع جم، ومحبة وتضحية في سبيل اآلخرين. فحالة الحزن التي تعم الرياضة السعودية والخليجية لها مــا يـبـررهـا، فمحبة الــنــاس لــه كـبـيـرة، إضافة إلــى كونه أحــد اإلعـامـيـن النشطاء وأحــد أبــرز مشجعي قلعة الكؤوس، إنه باختصار رقم صعب في الرياضة السعودية، ولعل مـا جسد محبة الـنـاس لـه بكاء زمـائـه اإلعـامـيـن على الهواء مباشرة في برنامح «الحصاد الرياضي» الذي بث على قناة 24 الرياضية السعودية، لقد تأملنا لفراقه ودعونا الله أن يرحمه برحمته ويسكنه فسيح جناته وأن يلهمنا جميعًا الصبر على فراقه وما خفف ألم الحزن والفراق هي مبادرات الكبار، الكبار بأفعالهم ووفائهم وحسن خلقهم، فأقولها اليوم وكلي سعادة، شكرًا معالي املستشار تركي آل الشيخ على وفائك املعهود، شكرًا وكيل رئيس هيئة الرياضة لشؤون الشاب الخلوق رجــاء الله السلمي، لقد ضربتم أروع األمثال في الوفاء بعيدًا عن امليول وبعيدًا عن صخب املنافسة فتعاملتم مع الحدث إنسانيًا وهي مواقف تعزز دور هيئة الرياضة، رفعت من مستوى الرياضة بالوفاء أوال، وبالفكر بعد ذلك والتخطيط اإلستراتيجي املنظم، لذلك سننافس بالروح والرقي أوال ثم سيسهل علينا املنافسة في جميع األلـعـاب، ألن القيادة الرياضية إنسانية ووفــاء أوال وأنتم أهل لها. لقد غلبت املصالح العامة في الرياضة السعودية الجديدة، فحققت معادلة كانت باألمس مستحيلة، وهي العدالة الرياضية بن الجميع، والتعامل بمبدأ اإلنسانية لتفتح فضاء رحــبــا ملـنـافـسـة شـريـفـة يــســودهــا االنــتــصــار واالرتـــقـــاء بمفهوم الرياضة السعودية وربطها بالخلق اإلنساني والفطرة السوية التي جبلنا عليه. رحمك الله أبا عنان وأسكنك فسيح جناته، وعزاؤنا لكل إعامي رياضي نزيه ولجمهور النادي األهلي الراقي.