السعودية دار السالم
في يـوم تاريخي، وفـي مبادرة مباركة من خـادم الحرمني الــشــريــفــني اجــتــمــع فــي جـــدة يـــوم األحــــد املــاضــي الرئيس اإلريـتـري ورئيس الـــوزراء اإلثيوبي لتوقيع اتفاقية جدة للسالم بـني البلدين ليطويا بذلك صفحة أطــول نــزاع في قـــارة أفـريـقـيـا ولتنتهي بـذلـك حقبة مــن االحــتــراب خلفت نحو 100 ألف قتيل وآالف من املعاقني والنازحني وخسائر قدرت بأكثر من 6 مليارات دوالر. حدث عظيم وغير مستغرب على مملكة السالم سبقه بأيام تنسيق لفتح الحدود البرية بني البلدين وتبادل السفراء وفــتــح الــســفــارت واملـــوانـــئ واســتــئــنــاف الـــرحـــالت الجوية بني الدولتني، توج كل ذلك بتوقيع على طاولة «أبوفهد» وبحضور سمو ولي العهد والشيخ عبدالله بن زايد حيث كان لدولة اإلمارات دور فاعل ومساند في هذا الحدث. نعم هذه هي اململكة العربية السعودية التي كان لها الدور األكبر في مبادرات السالم، فعلى الصعيد الفلسطيني سطر التاريخ أعظم املبادرات والدعم السخي منذ عهد املؤسس حتى يومنا هذا، كذلك دورها الكبير في تعمير لبنان بعد حـــروب أهـلـيـة طـاحـنـة، وهــي املـمـلـكـة الــتــي أطــفــأت جحيم الثورات في مصر التي كادت أن تودي بهذا البلد العظيم إلى مهازل الثورات والفوضى، وقبلها وأدت فتنة إيران في مهدها حني تمادت بإشعال الطائفية في البحرين، وهي اململكة -ذاتــهــا- التي قدمت أرواح أبنائها وضـربـت أروع التضحيات لـشـل أذرع إيـــران فــي الـيـمـن واســتــعــادة األمن واالستقرار هناك… وستفعل! نعم هي السعودية دار السالم ولم الشمل وقد نجحت في كل تلك املبادرات… أليست قـادرة على وأد فتنة الحمدين في الخليج والتي تطل برأسها منذ أكثر من عشرين عامًا ولـــم يمنعها إال حـسـن الــظــن، والــعــشــم فــي الــعــودة للعقل والحوار ولكن تأبى الصفاقة إال أن يمسها مبضع الحزم الذي اليملكه إال «أبو فهد»!