Êu¹oeuF « ¡ôR¼ qFH¹ «–U °ø Íd²Že « rO w
خــالل تـواجـدي فـي مخيم الزعتري لالجئني الـسـوريـني، كــان هناك 20 سعوديا مـن شـبـاب وشــابــات مـركـز املـلـك سلمان لـﻺغـاثـة، و11 مـن مؤسسة مسك الخيرية، و31 متطوعا مـن األطـبـاء والطبيبات واألخصائيني الذين يعملون داخل املخيم ضمن برامج ونشاطات خدمة الالجئني السوريني وتلبية احتياجاتهم ورعايتهم صحيا وتعليميا واجتماعيا ! كان املركز السعودي الذي يضم عيادات طبية تخصصية ومرافق تعليم وتــدريــب أشـبـه بخلية النحل الــذي ال تـهـدأ حركته، فاملركز الطبي يستقبل يوميا أكـثـر مـن 600 مـراجـع فـي عــيــادات ملختلف الــتــخــصــصــات الــطــبــيــة، تــضــم أحــــدث األجـــهـــزة الــطــبــيــة ومختلف األدويــــة، وهـنـاك الـعـشـرات مـن امللتحقني بــورش تـدريـب واكتساب مهارات الطبخ والخياطة واستخدام الحواسيب للتأهيل الكتساب لـقـمـة الــعــيــﺶ، بينما كــانــت فــصــول الــرســم واألعـــمـــال الـفـنـيـة أشبه بحديقة أزهار ال يكف األطفال فيها عن االنتقال من زهرة إلى زهرة كالفراشات السعيدة ! في املجمع التعليمي السعودي كان هناك مئات من األطفال يتلقون تعليمهم في فصول يتمسك معلموها باألمل بأجيال ستعود يوما لتعيد بناء وطنها، كل من سألته من األطفال عما يريد أن يكون عليه عندما يكبر كـان يجيب: طبيبا أو مهندسا أو محاميا أو معلما، باستثناء واحد قال إنه يريد أن يكون عارضا (مـودل)، وحتى هذا الجواب يدل على أن األمل الجميل يسكن نفسه بمستقبل مختلف ! الحقائب املدرسية التي يتم تقديمها لأطفال لم أجدها مختلفة فــي أناقتها وجـودتـهـا عــن الحقائب الـتـي يحصل عليها أطفالي مــن مـدرسـتـهـم األهــلــيــة هـنـا فــي الـــريـــاض، بينما تـمـيـزت الفصول بمساحاتها املتناسبة مع أعداد الطالب وجودة تجهيزاتها ! املــركــز الــســعــودي بــكــل مــرافــقــه ونــشــاطــاتــه الـصـحـيـة والتعليمية واالجتماعية ال يكتفي بتقديم خدماته لالجئني السوريني، بل إنه يوفر فرص العمل للمؤهلني منهم من األطباء واملعلمني وأصحاب املهارات ! وبقدر االعـتـزاز بما يقدمه وطني من دعـم سخي لتخفيف معاناة وتلبية احـتـيـاجـات الـالجـئـني الـسـوريـني فــي املـخـيـم، كــان االعتزاز والــفــخــر بــأبــنــاء وبــنــات وأطــبــاء وطـبـيـبـات وطــنــي الــذيــن قابلتهم ورأيـتـهـم هـنـاك وهــم يعملون بكل الـحـب والـبـشـر ألداء واجباتهم اإلنسانية تجاه إخــوة لـم يكن لهم حـول وال قـوة فـي املعاناة التي يعيشونها ! للحظات طويلة كنت أقــف بعيدا أتـأمـل مـا يعمله شـبـاب وفتيات مركز امللك سلمان لﻺغاثة ومؤسسة «مسك»، فأجد وجـوه األطفال الباسمة مـرآة صادقة ملا يبذله هـؤالء الشباب والفتيات من جهود نبيلة النتزاع الحزن والقلق من تلك النفوس الغضة وزرع السعادة واألمل مكانها ! عند وداعي للدكتور عبدالله الربيعة املشرف العام على مركز امللك سـلـمـان لـﻺغـاثـة عــائــدا إلــى الــريــاض، وكـــان هــو ذاهــبــا إلــى «إربد» للمزيد من العمل اإلنساني، قلت له إنني وقد كنت أظن أنني ممن يطوعون الكلمة، أقـف أمامه عاجزا عن التعبير عن مـدى اعتزازي وفــخــري بـالـجـهـود الــتــي يـبـذلـونـهـا للمسح عـلـى جـــروح إخواننا الــســوريــني، والتخفيف مــن آالم غربتهم ومـعـانـاة كربتهم وتلبية حاجتهم ! لقد كـانـت أيــامــا لــن تمحى أبـــدا مــن ذاكــرتــي، المـسـت فيها املأساة وسمعت نبضها، وشعرت بالزهد بالحياة وملذاتها أمـام بساطة احتياجات اآلخرين وتواضع طلباتهم، فلم تزد مطالب جميع األسر التي زرناها في مساكنها املتواضعة عن لـوح طاقة شمسية يوفر لهم ساعة من الكهرباء أو تلفزيونا صغيرا يفتح لهم نافذة على عالم خارجي كادوا ينسون مالمحه !