عامًا من دولة العدل
الـدولـة من دفـع مرتبات النصف اآلخــر. فانزعج امللك من هذا االقتراح، ووجه لهما كاما شديدا، وقال: أنتما اثنان، وعليكما أن تبدآ بتطبيق هذا االقتراح بتسريح أحدكما مثل اآلخـريـن. فارتبكا ارتباكا شـديـدا، وقال لهما املــلــك: تـسـريـح هـــؤالء الــنــاس فــي وقــت ال توجد لهم فيه أعمال هو ضياع لهم ومؤثر في مصالحهم وحياتهم، وبــدال منه عليكما تخفيض الــرواتــب إلى النصف على الجميع، وبذلك يتم اإلبقاء على الجميع إلى أن يغير الله الحال». هــــذا هـــو الـــعـــدل الـــــذي تــأســســت عليه املــمــلــكــة، وهــــذا هـــو الـــــدرس املستفاد، والــــــذي مــــــازال مــســتــمــرًا حــتــى اآلن، واملـــتـــأمـــل فــــي إســتــراتــيــجــيــة رؤية اململكة )2030( واملمعن في خططها التنفيذية بـقـيـادة صـاحـب السمو امللكي األمير محمد بن سلمان بن عـبـدالـعـزيـز ولـــي الـعـهـد األمني، حفظه الـلـه، يــدرك أن الـعـدل هو أساسها، وأن الحقوق املتساوية بني املواطنني هي واحدة من ثمار الــســيــاســات واإلجــــــــــراءات العديدة واملــتــنــوعــة الــتــي اتــخــذتــهــا اململكة خال اآلونـة األخيرة، وكأن التاريخ يـعـيـد نـفـسـه، إنــهــا تــكــاد تــكــون هــي نـفـس السياسات التي أرساها امللك املؤسس، رحمه الله، من قيم دينية إسامية، وأسـس سياسية، وكـان العدل في مقدمتها، ومازالت تحتذى في الحاضر، ونبراسًا للمستقبل. الـعـدل، وال شـيء غير الـعـدل، هـو الــذي سيحافظ على مــقــدرات هـــذه الــبــاد، وعــلــى أمـــن وأمــــان مستقبل كل أبنائها، بــإذن الـلـه، ومــا تطبقه الـقـيـادة الـرشـيـدة من عدالة، لهو أطر ومسارات من األهمية إدراك أبعادها، والــعــمــل عـلـى تطبيقها فــي كــل مـؤسـسـاتـنـا، وأن كل مـسـؤول، مهما كــان حجم مسؤولياته ومهامه، عليه االسـتـرشـاد بسياسات الـعـدالـة الـتـي تتبناها الدولة، حيث إنها الطريق الوحيد للتنمية والتقدم، والسبيل الـفـريـد فـي الـحـفـاظ على الـخـيـرات والــثــروات للدولة، وعلى وحدة الصف، والبنيان الواحد للمواطنني. وإذ يحتفل كل مواطن في هذه األيـام املباركة، بمرور )88( عــامــًا عــلــى تــأســيــس املــمــلــكــة، فــإنــه يـحـتـفـل في الــحــقــيــقــة بــأغــلــى الــقــيــم واملــــبــــادئ واألســـــس الدينية الـسـيـاسـيـة واإلنــســانــيــة الــتــي زرعــهــا فــي هـــذه األرض الطيبة القائد واملـربـي، وأن أفضل ما يجب االحتفاء به في هذا اليوم الغالي هو إرساء أعلى قيمه تأسست اململكة عليها، وهي قيمة العدل.