Okaz

صالبة السياسة السعودية وصوابية القرار

-

دأبت السياسة السعودية منذ تأسيسها على مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، واحـتـرام سيادتها وقراراتها، بما يحفظ لها أمنها واستقرارها، وبسط نفوذها، ومعالجة أوضاعها، وفي املقابل تقف اململكة وبشدة في وجه كل من يحاول أن يقفز على سيادتها في اتخاذ قراراتها، خصوصا عندما تكون متعلقة بالشأن الداخلي. وأثبتت األيــام للقاصي والـدانـي صوابية القرار السعودي، الذي تصدى لبعض الدول، التي حاولت القفز على الحقائق بادعاء ات باطلة الهدف منها تسجيل مواقف ال أكثر، بادعاء املحافظة على حقوق اإلنسان وهي أبعد من ذلك، فيما عرفت اململكة بقضائها املستقل، وأنظمتها العادلة، التي تراعي هـــذه الــحــقــ­وق وتـصـونـهـ­ا، بــل وتـعـمـل عـلـى حلحلة الكثير مـن الـتـجـاوز­ات قبل وصولها إلــى الــدوائــ­ر القضائية، وهو ما لم يتحقق لكثير من الـدول، التي تتغنى بإنجازاتها في امللفات الحقوقية. وكثيرا ما يلمس املراقبون أن دفاع اململكة عن سيادتها وحقها في اتخاذ قراراتها يثير حنق بعض املــرتــز­قــة، إال أن صالبتها فــي مـواقـفـهـ­ا الــعــادل­ــة ســرعــان ما تصفع هؤالء وتصيبهم في مقتل، خصوصا عندما تسجل الــــدول املـعـنـيـ­ة تـراجـعـا فــي مـواقـفـهـ­ا، وتـخـطـب ود اململكة، معتذرة، ومقرة بأنها أخطأت بحق هذه البالد، التي كانت وال تـزال وستبقى راعية لحقوق اإلنسان ومحافظة عليها، مطبقة شــرع الــلــه، ومـراعـيـة تعاليم الــديــن اإلســالمـ­ـي، الذي تصان به الحقوق لجميع أفراد املجتمع. ولـــعـــل مـــا كــشــفــت­ــه وزيــــــر­ة الــخــارج­ــيــة الــكــنــ­ديــة كريستينا فريالند، وهي تبدي رغبتها في لقاء وزير خارجية اململكة عادل الجبير على هامش اجتماعات الجمعية العامة لألمم املــتــحـ­ـدة، لـبـحـث الـــخـــا­لف الــدبــلـ­ـومــاســي بـــن الــبــلــ­ديــن بعد تصريحاتها وبــيــان الــســفــ­ارة الـكـنـديـ­ة فــي الــريــاض، يؤكد ضمنيا اعترافا كنديا بأن استمرار التوتر في العالقات بن البلدين ال يخدم املصالح الكندية، خصوصا بعد أن اتخذت اململكة خطوات جريئة، ردا على التدخل الكندي في شؤونها الداخلية. ويــرى مـراقـبـون أن الـتـراجـع الكندي بعد أشهر مـن التعنت تـأكـيـد عـلـى مـكـانـة املـمـلـكـ­ة الـعـاملـي­ـة سـيـاسـيـا واقتصاديا، بل ويقن دولــي بـأن اململكة لن تقبل بمثل هـذه التدخالت، التي ال تقبلها دولــة تحترم سيادتها وحريتها فـي اتخاذ قراراتها. وفي املقابل، يأتي املوقف األملاني؛ الذي يأسف لسوء الفهم الــذي شهدته الـعـالقـا­ت بـن البلدين، والـرغـبـة الـصـادقـة في تطوير العالقات، ليثبت أن اململكة اتخذت عددا من القرارات، التي يجب أن تدرس في املعاهد الدبلوماسي­ة، كونها نابعة مـــن مـــواقـــ­ف مــحــقــة، تــدعــم الــهــيــ­بــة الــســعــ­وديــة فـــي مختلف املــجــاا­لت، وكــانــت النتيجة أن يـصـدح الــقــرار الـسـعـودي في جميع املحافل الدولية. الــســيــ­اســة الــســعــ­وديــة الــعــادل­ــة واملــتــز­نــة أحــرجــت كــثــيــر­ا من الدول، واملنظمات املنحازة لدول دعم الفوضى، التي حاولت الوقوف إلى جانب كندا وأملانيا، إال أنها أصيبت بخيبة أمل كعادتها بعد أن اعترفت الدولتان املعنيتان بصوابية القرار الــســعــ­ودي، وصــالبــة الـسـيـاسـ­ة الــســعــ­وديــة، وحـــرص جميع الدول على أن تكون عالقاتها جيدة مع الرياض.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia