من سيدفع فاتورة استهداف السعودية ؟!
إذا كـانـت معظم دول الـعـالـم لــم تتحمل فــاتــورة أضـــرار العقوبات األمريكية االقتصادية إليـران، فهل ستتحمل فاتورة أي أضـرار ألي عقوبات يمكن أن تفرض على السعودية من أمريكا أو غيرها؟! الـسـعـوديـة تملك أحــد أهــم مـحـركـات االقــتــصــاد الـعـاملـي وأحـــد أهم مقومات استقراره اقتصايا وسياسيا، كما أنها تملك أفقا واسعا لتنويع تحالفاتها ومد خطوط مصالحها، وبالتالي فإن أي حديث تلميحا أو تصريحا عـن فــرض عقوبات ضدها هـو أقــرب للتهور، خصوصا مع ما يعانيه االقتصاد العاملي من ضغوطات شديدة، وما تعانيه العديد من الدول الكبرى من أزمات مالية تلقي بظاللها على اقتصاداتها املتذبذبة حاليا!. الـسـعـوديـة الــتــي كــانــت دائــمــا وأبــــدًا أحــد أهــم دعــائــم ضــمــان تلبية احـتـيـاجـات الـعـالـم مــن الـطـاقـة، ال يملك أي طــرف فــي الـعـالـم تحمل كلفة انخفاض امداداتها للسوق النفطية وانعكاس ذلك على أسعار النفط!. سياسيا وأخالقيا، سعي بعض الحكومات الغربية لتوجيه اتهامات تستدعي الـعـقـوبـات الـدولـيـة دون أي نتائج دامــغــة ألي تحقيقات نـزيـهـة يـثـيـر الــريــبــة ويــعــزز الـتـكـهـنـات بـــأن مــا تـتـعـرض لــه اململكة العربية السعودية من حملة شرسة عليها ومتوازية على املستويات السياسية واإلعـالمـيـة ال يمكن أن تـكـون بريئة أو ولـيـدة الصدفة، فمن الواضح أن قضية خاشقجي والطريقة التي أثيرت بها استنادا إلى مصادر أشخاص مجهولني ووسائل إعالم غير موثوقة لم تكن سوى الزناد الذي أطلق أشرس حملة يشهدها العالم ضد دوله دون إثباتات أو أدلة أو حتى مرور بقنوات األمم املتحدة!. وإذا كانت بعض الدول مدفوعة بمصالح معينة البتزاز السعودية ملواقفها الحرة وقيادتها املستقلة ملشروع نهضتها ونهضة الشرق األوســـــط والــعــالــم اإلســـالمـــي، فـــإن مــشــاركــة أي حــكــومــات خليجية وعـربـيـة وإســالمــيــة فــي دعــم هــذا االســتــهــداف هــو عــار آخــر يضاف لـسـجـل أســـود مــن املـــؤامـــرات الـخـبـيـثـة الــتــي مـارسـتـهـا ضــد اململكة وأمنها واسـتـقـرارهـا، وستدفع هــذه الــدول الـفـاتـورة الباهظة لهذه األزمة أيا كانت نتيجتها!.