Okaz

وحب الشجاع احلرب أورده احلربا

- أريج الجهني * areejaljah­ani@gmail.com *كاتبة سعودية

ومن تكن األسد الضواري جدوده، يكن ليله صبحا ومطعمه غصبا* للمتنبي، تاريخ الدولة السعودية وقادتها يزخر بالشجاعة والحروب وببسالتهم وحكمتهم فقد أرسـوا ركائز هذه الباد ورفـعـوا أسـوارهـا عاليا عن أيــدي العابثن، لكن الـــعـــد­اء مــا زال مـسـتـعـرا بــل لـعـلـه بــلــغ أوجــــه فــي حجم الــوقــاح­ــة اإلعــامــ­يــة الــتــي نـواجـهـهـ­ا لـيـل نــهــار، وليس الهدف بالحقيقة أن نكون با أعداء لكن األهم اآلن هو أن نختار معاركنا جيدا وأن ال تكون هذه املعارك مهاترات وردودا إلكترونية ملعرفات مجهولة. إن شـجـاعـة ولـــي الـعـهـد صــاحــب الـسـمـو املـلـكـي األمير محمد بن سلمان وبرامجه اإلصاحية العميقة أدارت عقارب الساعة حسب توقيت الرياض، وحولت بوصلة القرار بشهادة لندن وواشنطن إلى الرياض أيضا، هذه الشجاعة التنموية واملعرفية والحضارية أزعجت الرعاع وجعلت التهجم على اململكة صناعة ومهنة من ال مهنة له فبدال من أن ينشغلوا بمشاكلهم انهمكوا بالتحزب ضـد هــذه النهضة، فالحرب التي نخوضها اآلن حرب أخاقية بمعنى الكلمة، وما يروج له اإلعـام الخارجي بأن اململكة تقتل مواطنيها وتسلط الضوء على الشأن الداخلي يجعلك تدرك حجم الخطر الذي نواجهه. وفاة الراحل جمال خاشقجي رحمه الله جاءت كصيحة لعلها مفزعة لكنها أيقظت الجميع، سنوات ونحن ال نعلم ملاذا عجزنا عن تغيير صورة الوطن في الخارج، سـنـوات ونحن نسمع االتـهـامـ­ات واملغالطات ضـد هذا الوطن، مليارات أهدرت في قنوات لم تقم لسمعتنا ركزا، في األسبوع املاضي جلست في مكان ما ألتناول الشاي فبادرتني سيدة من بلد غير عربي بتعجب قائلة «ملاذا حكومتك قتلت الصحفي جـمـال ملـــاذا ال يـوجـد لديكم حرية رأي»، وكان هذا قبل أن تظهر نتائج التحقيقات، نظرت إليها وال أخفيكم أنني كنت مستاءة من طريقة السؤال لكنني أخبرتها أن الحكومة السعودية ما زالت تتابع التحقيقات، ثـم نظرت إليها وأخبرتها «أريدك أن تعرفي نحن كشعوب سنبقى أصــدقــاء، ومـثـل هذه القضايا تحدث في كل مكان في العالم .. أليس كذلك؟» نظرت إليها بابتسامة شاحبة وقلت لها ال تنسي أن تشاركينا الـقـهـوة فــي املـــرة الــقــادم­ــة ابتسمت وتوارت بخجل. «العالم يريد أن يرانا كضحايا» احفظوا هـذه العبارة جيدا وعلموها للطلبة فـي املـــدارس، هـم لـن يتعاطفوا معنا حـتـى وإن رأوا الــدمــاء تسيل فــي شــوارعــن­ــا ولنا في سوريا عبرة مؤملة، هم ال يريدون للدولة السعودية الشابة الطموحة القوية أن تنهض، يفزعهم جــدا هذا االلــتــف­ــاف الـشـعـبـي حـــول قــادتــنـ­ـا، يـخـيـفـهـ­م هـــذا الوالء الفطري لهم بل حتى نحن كنساء يزعمون دعمهم للمرأة وما إن تتحدث إحدانا بالعقل واملنطق تسقط أمامها كل قيمهم املزيفة واملزعومة، هم يريدون األصــوات النشاز والنشاز فقط، وهذه باملناسبة نظريات سياسية ممتدة عبر التاريخ اإلنساني، العبرة أن نتفق على هذه الحرب لـنـواجـهـ­هـا مــعــًا، والــذخــي­ــرة أن نــقــوي الــداخــل ونستمر بالعمل دون توقف. وأعتقد أن كتاب السياسة والشأن العام استوفوا الحديث عـن األزمــة التي نمر بها اآلن، لكن املحك الحقيقي هل ستتم إعــادة تقييم ومراجعة أداء الهيئات واملنظمات الخارجية التي تمثل الوطن، هل سنرى مواثيق رفيعة تحمي حياة الصحفين وأهل الرأي والفكر، بل األهم من هذا كله هل سنقف مع أنفسنا وقفة جادة لنعيد تقييم مــا نــحــن عـلـيـه ومـــا نــريــد أن نــكــون؟ األســــس الفلسفية والفكرية التي ننطلق منها من يضعها؟ ومن يراقب هذا األداء املجتمعي؟ الطريق طويل وحتى نصل ملـا نريد أن نكون عليه مـن املهم أن نعلم أيــن نقف اآلن، فعجلة الزمن تسير.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia