قلمي.. والكهرباء!
.. شاعر شعبي يقول: يا حمود قل ملنهو نشد عنا قل له ترانا بتنوره وقــــل له تـــــرانا تمدنـــــا وكل يولع بدافوره وكـــــان الــــدافــــور فـــي الـــصـــحـــراء قــبــل ســتــن ســنــة عـــامـــة املدنية والحضارة، أما اليوم فإن الكهرباء هي عنوان الحضارة. وقـد مـرت على الكهرباء منذ دخولها مكة املكرمة أكثر من مئة سنة، لكن دون وجـود هيئة منظمة لذلك، بل قام بعض األخيار بإنارة املسجد الحرام بالنور الكهربائي في تلك السنن ثم تطورت خطوط الكهرباء وتمددت في كل بيت وكل شارع ومصنع حتى أصبحت من ضروريات الحياة. إن بــن قـلـمـي وبـــن شــركــات الــكــهــربــاء عــاقــة أخــــاف عـلـيـهـا من االســتــمــرار مـــدى الــحــيــاة رغـــم مـضـي أكــثــر مــن نـصـف قـــرن على بدايتها يــوم كــان آلل الجفالي حـق االمـتـيـاز فـي الـطـائـف ومكة وجدة بأسعار عالية وانقطاعات متواصلة وعدم السعي لتمديد الكهرباء إلى املدن والقرى املختلفة باملدن الثاث. ويوم أعلن جالة امللك فيصل بن عبدالعزيز -أسكنه الله الجنةفــي خــطــاب لــه بـاملـديـنـة املـــنـــورة: «إن لــم تـنـشـر شــركــة الكهرباء اإلضــاءة في جميع املـدن واألريــاف ولم تخفض األسعار، وتهتم بالصيانة فإن الدولة ستحول الشركة إلى مؤسسات». يومها بدأت الشركة تفكر كيف تبدأ الخطوة األولى كانت بداية املـشـوار بانتشار مؤسسة شركة الكهرباء املـوحـدة للقضاء على املشاكل التي كان الكل يعاني منها. ولكن املؤسف أن ما كان من انقطاع للتيار يومًا بعد يوم وحينًا بعد حن في الشهر األخير بقي على حاله. واملشكلة في االنقطاع ليست فقط في عدم اإلضاءة وإنما األخطر فــي ارتــفــاع عــدد املـصـابـن بــمــرض األزمــــة الــصــدريــة لتعرضهم لــاخــتــنــاق بــدلــيــل كـــثـــرة الــــحــــاالت الـــتـــي تـسـتـقـبـلـهـم الطوارئ باملستشفيات. وإذا كــان الــشــيء بـالـشـيء يــذكــر فــإن منطقة الـشـمـال لحقت بنا والشاهد على ذلك ما نشرته «عكاظ» السبت :ـه1440/2/11 «شهدت عدة مناطق ومحافظات شمال السعودية انقطاعًا كاما للتيار الكهربائي منذ الساعة 12:30 فجر يوم الجمعة املاضي بسبب فقدان بعض الخطوط على خلفية التقلبات الجوية التي شهدتها مناطق الشمال، مـا تسبب فـي خــروج عــدد مـن خطوط الـنـقـل الـكـهـربـائـي مــن الــخــدمــة، وتـسـبـب ذلــك فــي خـلـق حـالـة من االرتباك املروري، األمر الذي دفع رجال األمن واملرور إلى التدخل لتنظيم حركة السير عند اإلشـارات والتقاطعات. وتراوحت مدد انقطاع التيار ما بن الساعة والساعتن في تبوك ومحافظاتها، والعا، طريف، الجوف، سكاكا، عرعر والقريات».