Okaz

التعليم العالي وضرورة التكوين املستمر

- د. منى العتيبي * @fanarm_7 * كاتبة سعودية

تــهــدف مــؤســســ­ات الـتـعـلـي­ـم الــعــالـ­ـي فــي طـبـيـعـة وجـــودهــ­ـا إلـــى إنتاج املعرفة الجديدة واالبتكارا­ت العلمية وتكوين الطلبة والباحثن في مختلف الـحـقـول املـعـرفـي­ـة، وانـتـقـلـ­ت مــع الــزمــن إلــى دور آخــر أصبح ضــرورة عصرية ملحة تــازم جامعات التعليم العالي وهـو التأهيل املهني وإنتاج ما يلبي رغبات وحاجات ومشكات الناس وأحامهم املستقبلية مع االرتـقـاء باملجتمع والنهوض به إلـى أرقـى املستويات التقنية واالقتصادي­ة واالجتماعي­ة، وإشباع حاجات ميادين االستثمار التي تؤدي إلى االرتقاء بكفاء ة األفراد وزيادة اإلنتاج املحلي العام. كل ذلك يكون في الحدود الزمنية للنظام الجامعي ومجرد االنتهاء من ذلك وانشغال الدارس بمهنته املجتمعية ينقطع الدارس أو الباحث عن االستمرار من التعلم العالي والتكوين املعرفي واملهني الذي يصقل مهاراته العلمية واملهنية، وال يوجد قطاع تكويني آخـر يساهم في صقله معرفيًا ومهنيًا غير املمارسة التي يكتسبها من مهنته بمساندة من دورات تدريبية %90 منها ال تحقق الهدف املنشود؛ لذلك من املهم أن يكون هناك ما يسمى بالتكوين املستمر، وينظر إليه كقطاع مستقل له مؤسساته ورؤيته وإستراتيجي­ته ويامس كل أشكال التكوين في مختلف املناحي العلمية، ويضم كذلك كل أشكال التكوين غير املهيكل وكذلك املنتظم والتابع للمؤسسات الحكومية وغير الحكومية ويقوم على التعلم مـن مـبـدأ مـا يسمى بالتكوين مــدى الـحـيـاة ويستقر في أماكن متعددة ومتنوعة كاملكتبات العامة واملدارس واألندية املسائية وكذلك األنـديـة الثقافية واألدبـيـة واملؤسسات الصناعية الوطنية أو الخاصة. مؤخرا انتشر في العالم ما يسمى بالتعلم اإللكتروني أو التعليم عن بعد E.Lerning والـتـواصـ­ل مـن خـالـه مـع كـافـة جامعات ومؤسسات التعليم العالي بالعالم والذي تكمن أهميته في حل مشكلة االنفجار املـعـرفـي واإلقــبــ­ال املــتــزا­يــد عـلـى التعليم وتـوسـيـع فــرص الـقـبـول في التعليم، إضافة إلى تمكن تدريب وتعليم العاملن دون ترك أعمالهم مــع إشــبــاع حــاجــات وخـصـائـص املتعلم ورفــع الـعـائـد مــن االستثمار بتقليل تكلفة التعليم. وقد الحظت أوروبا التي تعترف بهذا النظام من التعليم تقدمًا ونموًا متزايدًا على مستوى البحث العلمي وعلى مستوى اإلنتاج الصناعي وفي هذا األمر خطوة مهمة لكي نلتفت نحن كسعودين أصحاب رؤية تشتغل على مستقبل علمي وتقني اقتصادي إلى صناعة مكون مستمر نستمد منه أدوات مبتكرة ملواكبة التغيرات والتطورات االقتصادية واالجتماعي­ة والعلمية العاملية. إن تحديد مصادر املعرفة وتأطيرها لألفراد في مدة زمنية معرفية محددة كالنظام الزمني الجامعي املحكوم في فترة زمنية معنية دون استحداث مكونات تأهيلية من مصادر معرفية أخرى تمتد مع الفرد وتتيح له فرصة التعليم والتعلم تحد من التطور الفردي املأمول منه في تحقيق ما تصبو إليه رؤية اململكة ،2030 فنظام «الدبلوم» املحكوم باشتراطات ونظام الدورات التدريبية التي تحول أغلبها إلى استثمار مـادي با فائدة علمية أو مهنية قد تذكر، مازالت أنظمة تقليدية ال تـدعـم مــا تطمح لــه الــرؤيــة النهضوية الـسـعـودي­ـة، لـذلـك حــان الوقت لتغيير سياسة التعليم العالي خاصة أن نظام الجامعات الحالي ال يمكن أن تكون شريكا فاعا في التنمية االقتصادية في الوقت الراهن، وهـذا قد يتحقق لو أصبحت الجامعات محطة لانتقال إلى املهنية في التدريب واستفادت من تصنيفها إلى جامعات تطبيقية وبحثية وعلمية مع تهيئة الطاب لسوق العمل والتعليم املستمر.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia