Okaz

عبدالله خياط يطوي سجل «مع الفجر» عقب أداء صالة العشاء

-

فقدت الصحافة السعودية والعربية األستاذ عبدالله عمر خياط، أقدم كاتب عمود صحفي، إذ وافته املنية عقب أدائــه صالة العشاء ليطوي سجل زاويته اليومية «مع الفجر»، التي تناولت قضايا وطنية وعربية وإسالمية. ويــؤكــد ابـنـه طـــارق لـــ«عــكــاظ» أن الــراحــل دخــل املستشفى مـنـذ أسبوع وغادرها في وضع متحسن.. والليلة طلب مني مساعدته ألداء صالة العشاء فلقي وجه ربه. فيما عبر رئيس تحرير عكاظ األسبق الدكتور هاشم عبده هاشم عن حزنه العميق بهذا الفقد، اعتذر عن تناول شيء من سيرة الـراحـل كـون التوقيت غير مالئم والخبر يلجم أي قــدرة عن التعليق. مــن جــانــبــ­ه، قـــال الــكــاتـ­ـب عـلـي الــرابــغ­ــي إن «أبـــو زهــيــر» لــه فـضـل على الـصـحـافـ­ة الـسـعـودي­ـة فــي مــراحــل الــبــداي­ــات الـشـاقـة، الـتـي كــان خاللها عصاميًا يشق طريقه بعزم وثبات إلى مقاعد التأثير، بدأها من الصفر وتــدرج في املهنة من محرر إلـى سكرتير تحرير مــرورا بمدير تحرير حتى أصبح رئيسا لتحرير صحيفة «عـكـاظ» في فترة شهدت قفزات عــمــالقـ­ـة، جعلتها تـتـصـدر قـائـمـة الـصـحـف مــن خـــالل مــا وفـــر لـهـا من عناصر شابة، ومنهم باجبير وعبدالعزيز فرشوطي وعبداملجيد علي وعلي مدهش. وأضاف الرابغي، إن خياط اشتهر بمقاله األسبوعي ويحاكي «هيكل» األهـــــر­ام، وعــايــش أيــامــا عصيبة ونــجــاحـ­ـات ومـــا زال تــاريــخ «عكاظ» يحتفظ له بمكانة بارزة محفوفة بكثير من االحترام والتقدير، لتنهي وفاته حقبة زمنية كان فيها من أبرز من تتلمذ على أساطير الصحافة الـسـعـودي­ـة؛ منهم عبدالله عـريـف وعـبـدالـو­هـاب آشــي ومـحـمـود عارف وحسن قزاز وآخرون. وبدوره، قال عبدالعزيز محمد النهاري: لم تعرف الصحافة منتميا لها كالرمز «عبدالله عمر خـيـاط»، الــذي بــدأ حياته فيها منذ حـوالـى 60 عاما، وظلت هي مهنته منذ شبابه حتى وافــاه األجـل املحتوم، تاركا خلفه تاريخا كبيرا لصحافتنا التي عاصرها طوال عمره، ولم يفارق القلم فيها يده حتى أسلم الروح لبارئها، وحتى عندما ابتعد عنها بعد رئاسته لـ«عكاظ» التي دامت قرابة 5 سنوات اتجه إلى ممارسة النشر والطباعة وظــل عـمـوده اليومي «مــع الفجر» يشرق فـي «عـكـاظ» حتى يوم أمس، ولم تنته عالقته بـ «عكاظ» كعضو مؤسس فيها حيث استمر ولـعـدة دورات عـضـوا فـي مجلس إدارتــهــ­ا، وشـــارك أيـضـا فـي عضوية مجلسها التنفيذي لعدة سنوات، كان في كل اجتماعات مجالس اإلدارة الـعـضـد الـرئـيـس واألبــــر­ز لـــ«عــكــاظ» والـعـكـاظ­ـيـن، وشـخـصـيـا أعترف أنه كان املشجع والداعم لي عندما عملت في «عكاظ» وكلفت برئاسة تحريرها. وأضــــاف: الــرمــز عـبـدالـلـ­ه خــيـاط كــان معلما لـنـا فــي الـعـمـل الصحفي، شهدت فترة رئاسته لـ«عكاظ» قبل 50 عاما قفزة في املحتوى املهني لــدرجــة جـعـلـت مــن «عــكــاظ» الــجــريـ­ـدة األولــــى وحــديــث الــنــاس فــي ظل إمكانيات ما قبل 5 عقود. وكان اسمه كشخصية إعالمية حاضرا على املستوين املحلي واإلعـالمـ­ي وعاصر نهضة بالدنا وحقق لـ«عكاظ» عـدة «خبطات» صحفية تجلت في التحقيقات االنتقادية التي كانت تنشرها «عـكـاظ» في فترة كـان فيها كتابة خبر عن انقطاع الكهرباء يعتبر نقدا غير مقبول، كما تجلت في األحاديث واللقاءات التي كان يجريها مع كبار املسؤولن في الداخل والخارج. وتابع النهاري: أتمنى ونحن نودع هذه الشخصية العظيمة أن تضع هيئة الصحفين جائزة سنوية باسمه وإن حالت البيروقراط­ية دون ذلك أن تقوم «عكاظ» بهذه املهمة ضمن مبادراتها العديدة، كما أتمنى أن يطلق اسـمـه على أحــد شـــوارع مدينة جدة التي أحبها بعد مكة املكرمة عشقه األول.وتذكر نائب رئــيــس تـحـريـر عــكــاظ الــســابـ­ـق عـلـي مــدهــش سيرة العمدة الخياط متسائال: كيف أتـرحـم على أسـتـاذي عميد الصحافة الكبير عـبـدالـلـ­ه عـمـر خــيــاط، الـــذي أطــلــق قـلـمـه عـلـى ورق «عكاظ» زهاء ستة عقود من الزمن في ظل عموده الــيــومـ­ـي املـــوســ­ـوم «مـــع الــفــجــ­ر» دون انقطاع حتى آخر نفس مع الحياة ليغيبه املوت قبل أن يبهج نفسه بجديد ما كتب لفجر هذا اليوم؟! كيف أتـرحـم على أســتــاذي الــذي وثــق بـي ككاتب واعــد وحملني على أكتاف عموده اليومي دون غيري من الزمالء ألكتب نيابة عنه في غيابه عندما كان رئيسا لتحرير عكاظ قبل منتصف الثمانينات الهجرية؟! قد أستطيع أن أبوح بأدمعي فقدا ملعلمي األول في حياتي الصحفية، ولكن ال أستطيع أن أدع أوجاعي تتكلم وتعبر عما يجيش في نفسي من آالم الفقد لهذه القامة الرمز وبعظمة كاتب كبير في عطائه وخدمة بالده وفي إنسانيته ونبل وكرم أخالقه. رحمك الله أبا زهير.. فقد عشت رجال معطاء في كل شيء وإلى جنة الخلد بإذن املولى القدير. ويــصــف الــكــاتـ­ـب قــيــنــا­ن الــغــامـ­ـدي الــخــيــ­اط، أنــــه أحــــد رمـــــوز املناكفة الصحفية، وعـده كاتبا موسوعيا ومـن أشهر كتاب املقالة اليومية ملا يقارب ستة عقود، وكشف الغامدي أنه كان مسؤوال عن إجـازة مقالته األسبوعية في «عكاظ» التي يكتبها بالحبر األخضر ولم يغب عن ذهن أبي عبدالله روح الدعابة التي تمتع بها الخياط ومهارته في تفادي ما يمنع مقالته من النشر، مشيرًا إلى شخصيته الــودودة والجديرة بكل احترام كونه برغم تاريخه الصحفي الطويل يتعامل بلطف دون أنفة وال كبرياء، ويــرى أن رئاسته لتحرير «عكاظ» كانت دفعة قوية نحو العمل الصحفي امليداني، وعده أقدم كاتب عمود في اململكة، واستحق الـتـكـريـ­م فــي الــقــاهـ­ـرة بـمـنـاسـب­ـة الـيـوبـيـ­ل الــذهــبـ­ـي لـلـمـقـال­ـة فــكــان أحد دهاقنتها عربيًا، وأضــاف أن ما تركه الراحل من مقاالت وكتب توثق مرحلة مهمة من تاريخ الصحافة السعودية، إذ إنه كان ينفرد بحوارات مع امللوك والرؤساء. فيما قال رئيس تحرير صحيفة البالد السابق علي حسون، الله يرحم أبا زهير، لقد كان رجال صحفيا بكل مفهوم الصحفي الباحث عن كل ما يتعلق بالصحافة سلبا وإيجابا، ولفت إلى أن الخياط حرص على أال يبتعد عن الكلمة كون في لغته ما تصالح عليه صحفيا باملناكفة، إال أنه كان يقول من ال يريد أن ينسب إليه قول ال يتحدث بذلك أمامي. من جهته عبر الدكتور فؤاد مصطفى عزب عن مشاعره حيال رحيل الرمز الخياط قائال: ال يمكنني أن أتصور حجم الفراغ الذي سيتركه أبو زهير، الزمن يراكم، بينما الـذاكـرة تختار، إنها انتقائية، تحتفظ باألساسي، وتهمل الهامشي، وتهديه للزمن كي يتفاعل معه، أبـو زهير لن يقوى عليه الزمن، ألنه شخصية أقوى من النسيان، وأكبر من الزمن، مدافن األحبة هي القلوب، ومدفن أبي زهير هو قلبي الذي سيظل يردد كم أحببتك واحترمتك يا أبا زهير. من جانبه، وصف الكاتب حسن أبو راشد مهنية الراحل بــالــطــ­راز الــرفــيـ­ـع، قــائــال: إن خــيــاط عـمـل فــي الصحافة وتــــدرج حــتــى أصــبــح رئــيــس تــحــريــ­ر صـحـيـفـة عكاظ، كنا نلتقي أسبوعيًا وكــان دائــم الـسـجـال مـع عبدالله أبو السمح «رحمه الله»، أجـرى العديد من الحوارات املـمـيـزة مــع الــقــيــ­ادات واملــســؤ­ولــن، منهم امللك فهد، عبر مجلس الشورى ونظام املناطق.

 ??  ?? عبداهلل خياط
عبداهلل خياط
 ??  ?? طارق خياط
طارق خياط
 ??  ?? علي الرابغي
علي الرابغي
 ??  ?? علي مدهش
علي مدهش
 ??  ?? علي حسون
علي حسون
 ??  ?? حسين أبوراشد
حسين أبوراشد
 ??  ?? هاشم عبده هاشم
هاشم عبده هاشم

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia