«رحنا في داهية» !
عبر عبدالباري عـطـوان عـن مـرارتـه وخيبة أمله بخطاب الرئيس التركي أردوغان بالقول إنه عندما وجد أن قناتي العربية وسكاي نيوز العربية تنقالن الخطاب على الهواء مباشرة قــال لنفسه «رحـنـا فـي داهــيــة»، فـي داللــة على أن الخطاب لن يتضمن شيئا محرجا للسعوديني وحلفائهم! طبعا يسأل السائل ملـاذا يستخدم عطوان ضمير املتكلم املتصل «نـا» وكأنه مرتبط بهذه القضية شخصيا، فهو كــإعــالمــي يـفـتـرض أن يــكــون مــراقــبــا مــحــايــدا يـبـحـث عن الحقيقة وال يضع نفسه في تصنيف أحد طرفي القضية سواء الجاني أو الضحية، لكنه في الحقيقة ليس إعالميا ولـــم يــكــن يــومــا كــذلــك، هــو كـــان رئــيــس تــحــريــر صحيفة اســتــخــبــاراتــيــة صـــفـــراء ثـــم شــبــيــحــا فـــي فــضــاء القنوات اإلخــبــاريــة، وفــي هــذه القضية بــالــذات هــو أحــد أطرافها بالفعل، فقضية اختفاء ومقتل جمال خاشقجي، رحمه الـــلـــه، كــانــت بـالـنـسـبـة ملــرتــزقــة إعــــالم املــهــجــر والجزيرة وتـوابـعـهـا مـن دكـاكـني شــعــارات القومجية واملمانعجية واملقاومجية سالحا يستخدم فـي حربهم املستمرة ضد السعودية والسعوديني وليس املتورطني بقتل خاشقجي وحدهم! ما زادهم احتقانا وحنقا أن جميع املعلومات التي ذكرها الرئيس التركي في خطابه طابقت جميع املعلومات التي أعلنتها التحقيقات السعودية، حتى أنــه بــدا كما لـو أنه يعيد تالوة بيان النائب العام السعودي! كانوا ينتظرون خطابا رادحا يذخر أسلحة هجومهم على السعودية حتى وإن كانت ذخائر بارودها الكذب والزيف، لكن آمالهم تحطمت على منصة خطابة أردوغان! ألم نقل لكم إنهم ال يبحثون عن الحقيقة وال االقتصاص لدم جمال خاشقجي، بل كل همهم الذي يكاد يكون هدف حياتهم الوحيد هو اإلضــرار بالسعودية الكيان والدولة بكل مقومات وأسس وجودها! وإذا أراد الــســعــوديــون أن يــنــظــروا إلـــى أثـــر هـــذه الحرب املــســعــورة مــنــذ عــقــود ضــد بـــالدهـــم، فـلـيـنـظـروا إلـــى وجه عـبـدالـبـاري عـطـوان وســيــرون وجــه الفشل القبيح، فاملثل يجب أن يكون: «شف وجه عطوان واحلب حقد»!