أردوغان في «واشنطن بوست»!
تصدرت صحيفة واشنطن بوست كل الوسائل اإلعامية في التغطية املوجهة لحادثة مقتل جمال خاشقجي رحمه الله، ونعني باملوجهة تلك التي ال تبحث عن الحقيقة بحياد وموضوعية لوجه الحقيقة، وإنما لتوجيه بوصلة الهجوم الكثيف الشرس على اململكة بشكل غير مسبوق، سواء من خال مقاالت الـرأي أو نشر التسريبات أو توظيف الـقـضـيـة لــلــدخــول فــي مــواضــيــع أخــــرى تــخــص املـمـلـكـة ال عــاقــة لها بالقضية األساس، لكن املفاجأة الحقيقية هي دخول الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على خط الصحيفة ككاتب رأي هذه املرة ليتحدث عن القضية. كرئيس دولــة وقعت حـادثـة حساسة على أرضـهـا استقطبت اهتمام الــعــالــم ويــشــتــرك مــســؤولــوهــا مــع املــســؤولــني الــســعــوديــني فــي بحثها والـــوصـــول إلـــى تـفـاصـيـلـهـا ومــابــســاتــهــا، لــم يـكـن يـحـسـن بالرئيس أردوغان كتابة ذلك املقال وفي تلك الصحيفة بالذات وفي هذا الوقت. لــقــد كـــان مــقــاال مـــواربـــًا فــيــه الـكـثـيـر مــن الـتـلـمـيـحـات والتصريحات السلبية واالتهامات املبطنة لقيادة اململكة وسلطتها العليا حتى وإن حاول التمويه ببعض العبارات املتناقضة التي يمكن فهم مقصدها بسهولة. لقد استخدم أردوغـان أسلوب التحشيد الناعم ضد اململكة واستثارة العاطفة ضدها، رغـم أنـه قد ألقى خطابا قبل أيــام وقــال فيه ما قال، وكان ذلك كافيًا بدال من التأزيم وإضفاء التوتر على مجريات األمور بمقالة في صحيفة يتبنى خطها الهجوم على اململكة، كما أنه تعمد اإلشارة بإصبع االتهام إلى املسؤولني السعوديني الذين يتولون ملف القضية ومنهم املدعي العام بعدم التعاون املعلوماتي. ال ندري أي جانب في مقال أردوغان يمكننا تصديقه، هل هو حرصه على العاقات مع اململكة وتأكيده على استمرارها وثيقة وقوية أم محاولته الواضحة التهام اململكة وتأليب الـرأي العام العاملي عليها بينما الفريق املشترك السعودي التركي ما زال يبحث القضية.