الصحيح يتغنى بالوطن ومرمي الغامدي تستعرض التجربة النسوية السعودية
شهد معرض الشارقة الـدولـي للكتاب الــذي انطلق 10 نوفمبر الجاري، مشاركة سعودية بارزة في عدد من الفعاليات الثقافية، إذ شـارك الشاعر جاسم الصحيح في أمسية شعرية إلـى جانب وزيـــر تـطـويـر البنية التحتية بـــاإلمـــارات، الـدكـتـور عـبـدالـلـه بن محمد بلحيف النعيمي، وأدار األمسية اإلعامي اإلماراتي أحمد ســالــم بــن ســمــنــوه. ووســـط حــضــور نـخـبـة مــن املـهـتـمـني بالشأن الـثـقـافـي ومــتــذوقــي الـشـعـر واألدب فــي دولـــة اإلمـــــارات العربية املـتـحـدة، واململكة العربية الـسـعـوديـة، وزوار مـعـرض الشارقة الــدولــي للكتاب مــن مختلف الـجـنـسـيـات، قــدم كــل مــن النعيمي والصحيح نـمـاذج مـن تجاربهما الشعرية، عكست اشتغالهما األدبـــي والجمالي على مفاهيم الـوطـن والـحـب والــذاكــرة. وبدأ أحمد سالم بن سمنوه األمسية التي حملت عنوان «درة األزمان» بالقول إننا جئنا اليوم لنكون في حضرة القصيدة في أمسية اسـتـثـنـائـيـة تــتــراقــص فـيـهـا الـكـلـمـة. وألــقــى الــشــاعــران عـــددا من القصائد املميزة، ومنها قصيدة للنعيمي تحت عنوان «خيرا فعلت»، عكس من خالها ما قام به الشيخ زايد من جهود حتى صارت اإلمارات على ما عليه اليوم. من جانبه، بدأ جاسم الصحيح بالقول: «األمسيات الشعرية هي فرصة للروح ملمارسة رياضتها، ودائمًا عندما نود أن نمارس الرياضة نبدأ باإلحماء وأنا أحب دائمًا أن أبدأ اإلحماء بالحب والغزل»، ليشنف آذان املستمعني برائعته «ما وراء الخمسني» التي يقول فيها: «ما وراء الخمسني إال رفات فتعالي لكي تجي الحياة، زمن املعجزات ولى ولكن زمن الحب كله معجزات، لي في الحب هجرتان فكوني وطنًا فيه تختم الهجرات، كل النساء أحاديث». وألــقــى قـصـيـدتـه الـثـانـيـة فــي حــب املـمـلـكـة الـعـربـيـة السعودية: «وطن عليه يعرش القرآن، فظاله اآليات والتبيان، حررته فينا الذكريات فحينما ننسى يذكرنا به النسيان»، وختم قائا ليقدم لـوحـة إبــداعــيــة تـوضـح أعـلـى مـقـامـات الـعـشـق والــولــه فــي تراب الوطن: «آمنت بالوطن اإللــه مقدسًا لو جـاز أن تتأله األوطان». وبعدها طلب الجمهور من الصحيح إلقاء رائعته «أميل نحوك». وفــي فعالية أخـــرى، شـاركـت الفنانة الـسـعـوديـة مـريـم الغامدي في ندوة فنية ثقافية بعنوان «كلمات مرئية» تحدثت فيها عن مجموعة من تجاربها في املشهد الثقافي السعودي التي امتدت على مدى أكثر من ثاثة عقود، وأدارتها إيمان بن شيبة. واستمع الـحـاضـرون للعديد مـن الـتـجـارب الثقافية السعودية النسوية التي لخصتها مريم الغامدي خال مسيرتها الحافلة بعدد من اإلنــجــازات داخــل اململكة وخـارجـهـا، وانطلقت فـي حديثها من اإلشـارة إلى صعوبة تكيف البيئة املحلية في فترات سابقة من عمر الـدولـة مع الكثير من الطموحات النسوية التي ترغب في التوجه إلى األعمال الفنية واإلعامية نتيجة التقاليد السائدة، وموقع املرأة في املجتمع. وأشارت الفنانة مريم الغامدي إلى أن التجارب النسوية الناجحة ملسيرتها كامرأة سعودية آنـذاك لم تظهر بالشكل املطلوب في ضوء أن اإلعام كان محكوما بالقيم املجتمعية الــســائــدة الـتـي تـضـع املـــرأة فــي مـكـانـة مــحــدودة، مع إيــمــانــهــا بـــقـــدرة املــــــرأة على تــحــقــيــق الــــطــــمــــوح، والتحمل، وتــــحــــقــــيــــقالــــنــــجــــاحــــات. وحــــــــول املـــشـــهـــد الثقافي املــــحــــلــــيوالــــعــــربــــي بـــــيـــــنـــــت الفنانةمريمالغامدي أن تحول القراءة إلى عــمــلــيــة نــخــبــويــة مع أنــــهــــا تـــخـــاطـــب جميع املــــســــتــــويــــات جـــــــاء نتيجة التحوالت الجذرية الكبيرة التي شـهـدتـهـا وســائــل نــقــل املعلومات. يذكر أن مــريــم الــغــامــدي هــي مذيعة ســـعـــوديـــة وكـــاتـــبـــة وقـــــاصـــــة، وهي أول امــــرأة سـعـوديـة تنشئ مؤسسة إنتاج في عام 1993 في مجال الفن واإلعام، وأول عربية تنتج أول فيلم عربي روائـي عن البيئة، واختارتها مجلة متخصصة كواحدة من أنجح 60 امـرأة في الوطن العربي في عام ،2008 كــمــا يـحـفـل سـجـلـهـا املهني بالكثير من اإلنجازات والجوائز.