فقدان مدرسة في ثول

دائمًا أجـد في األمثال عبرة مختصرة يمكن تعميمها ألي حالة تنطبق مع ذلك املثل، وإن كنت راغبًا في استخدام مثل «يحسدوا األعور على كبر عينه» ليس إنقاصًا مما سأكتب عنه، وإنما إظهار أن هناك أماكن يقدر لها أن تبزغ وتصبح اآلمال معلقة بهذا املكان، فإذا العيون تحسد أبوعن كريمة. قد ال يكون املثال الئقًا إال أني وجدته مالئمًا لقصة مقالة اليوم. أراد الله ملدينة ثول الصغيرة أن تغدو في عن الشمس سمعة واحتفاء حن تم اختيارها للمشروع العلمي الحضاري املتقدم، فحضنت أهم جامعة في الـشـرق األوســط (كــاوســت)، هـذه الجامعة التي نهضت الـدولـة بكل أجهزتها رغبة في تحقيق أمنية خادم الحرمن الشريفن امللك عبدالله بن عبدالعزيز (رحمه الله) بإقامة ذلك الصرح التعليمي بالسرعة القصوى. وقـد تـم اختيار مدينة ثـول لتكون الجامعة جـوهـرة املـكـان، وأمــر رحمه الله بتهيئة جميع االحتياجات لخلق بيئة متقدمة تتناسب مـع سمعة جامعة كاوست.. ويبدو أن ثمة استهانة عكرت مزاج أهالي ثول، وأرادوا إيصال أصواتهم ملن يهمه األمر، وقد وصلتني رسالة من أهالي ثول من أجل تعميمها، مظهرين أن أي فعل يـشـوه منجزًا - مهما كــان صغيرًا - يحمل معاني عــدة قـد يكون أهمها تشويه بيئة جهزت ألن تكون متالئمة ومتسقة مع الجو العام ملدينة نفاخر بجامعتها عامليًا، وكيف يمكن اإلخالل ببذرة زرعت من أجل أن تكون داعمة للمستقبل من خالل تعليم متقدم، والرسالة ذهبت إلى القول إن مدارس ثول مجهزة تجهيزًا كامال. من معامل ومختبرات وصوتيات وسبورات ذكية. وقد قامت بتجهيزها شركة أرامكو ضمن برنامج خـادم الحرمن الشريفن امللك عبدالله رحمه الله لتطوير ثـول، وهـذه املقدمة لشرح ما أحدثته قائدة املدرسة األولى للبنات بثول، بعدم تفعيل معمل الحاسب واللغة اإلنجليزية واملختبر، وعملت اتفاقية مـع مـديـرة مـركـز املـوهـوبـات بـجـدة، وأرســلــت لهم األجهزة واملعدات املكتبية. يبدو أن هذا الفعل ال يرضي وزارة التعليم بحيث تسلب مدرسة ما من أدوات التميز التعليمي الخاص بها لكي تهدى إلى مكان آخر، وإذا كان هذا القرار تم تنفيذه من تحت الطاولة فيجب على الوزارة وإدارة التعليم إعادة محتويات مدرسة األولى للبنات بثول، فتلك األدوات ليست من أموال الصدقة حتى يتم توزيعها، وليست منحة حتى يمكن التهادي بها.