أصابع وخيوط ودمى في قضية خاشقجي !
شكل مـوت جمال خاشقجي رحمه الله صدمة عظيمة لكافة السعوديني، فـا أحــد يستحق املــوت بهذه الطريقة، وال أحد يملك حق القتل مهما كانت مبرراته، فالقضاء وحده في جميع الــشــرائــع هــو الـــذي يـقـر أحــكــام املـــوت، بينما تــحــدد القوانني قــواعــد اســتــخــدام الــقــوة الــقــاتــلــة لــرجــال الــقــانــون فــي حاالت االشــتــبــاك والــتــعــرض لـلـخـطـر، وبـالـتـالـي فــإن أي عملية قتل خـارج إطارها القضائي والقانوني هي جريمة قتل تستحق املساءلة والعقاب! لــكــن الـــعـــدالـــة تــحــاســب الــقــتــلــة وال تــأخــذ بــجــريــرة أفعالهم أشخاصا آخرين، وفي قضية خاشقجي، أراد البعض متعمدا أخذ دولة بأكملها بجريرة تصرف منعزل ألفراد تمردوا على القواعد التي تحدد صاحيات وحدود عملهم، وحتى تنتهي التحقيقات ويقول القضاء كلمته ويحدد حدود مسؤولياتهم وأدوارهــم ويصدر أحكامه النهائية، فإنهم غير مدانني حتى اللحظة! الذين سارعوا لنصب املشانق ليس لاقتصاص لخاشقجي، وإنما للف حبل املشنقة حول عنق دولة بأكملها، ال يملكون أي أهلية أو مصداقية للعب أي دور فـي هــذه القضية حتى كمتفرجني أو إعاميني تخلوا عن مهنيتهم وأصدروا أحكاما مسبقة دون االعتماد على مصادر رسمية أو انتظار صدور نتائج تحقيقات نهائية، فكانوا أشبه بدمى تحرك خيوطها أصـابـع العــب خلف الكواليس ال يبحث عـن الـعـدالـة بقدر ما يمارس االبتزاز، خاصة وأن أصابعه ليست طاهرة بل ملوثة بالدماء وتمسك بمفاتيح أبــواب مئات الزنزانات التي يقبع خلفها عشرات الصحفيني ومئات بل آالف املعارضني! لقد أكــدت اململكة أن الـعـدالـة ستأخذ مـجـراهـا ضـد كـائـن من كان متورطا في قتل خاشقجي، وأكد أبناء الفقيد على أرض أمريكية وعبر شاشة أمريكية أنهم يثقون بتحقيقات سلطات بـــادهـــم، وصــــدق وعـــد مـلـيـكـهـم بــاالقــتــصــاص لــوالــدهــم، أما الشعب السعودي الذي أدرك أبعاد اللعبة التي اختبأت خلف قميص خاشقجي لتستهدف الدولة السعودية ال املذنبني، فهم العامل األول في إحباط ما دبر ضد بادهم!