«األمانة» و«البلدية» تتستران على شارع مغلق.. تكشف التفاصيل بـ«الوثائق»
تــســتــرت بــلــديــة الــعــزيــزيــة وأمـــانـــة جـــدة على شـــارع عــام أغـلـقـه مستثمر لـصـالـح مخططه في وسط جدة، وتحديدا في شارع متفرع من شــارع دلــة، بعدما أمعنتا فـي تضليل الرأي الــعــام و«عـــكـــاظ» بـالـتـأكـيـد عــلــى أن الشارع ليس عـامـا بـل ملكية خـاصـة يتبع لصاحب املخطط. وتــعــود الـتـفـاصـيـل إلـــى تـبـنـي «عــكــاظ» نشر املخالفة حتى تصل إلى الجهات املعنية، وذلك في إطار إدراك الصحيفة لدورها واعتزازها بشعارها «ضمير الوطن، وصـوت املواطن»، وتأكيدا على أن «األمانة» كجهة معنية يتسع عملها لنطاق أكبر من مراقبيها، حتما ال ترى كل املخالفات، وهو الـذي دفع وزارة الشؤون البلدية والقروية إللزام األمانات بفتح منابر الـــتـــواصـــل وتــلــقــي الـــبـــاغـــات عــبــر أكـــثـــر من طريقة، لذا نشرت «عكاظ» في 2018/10/7 تـــقـــريـــرا مــوســعــا بـــعـــنـــوان «مــــنــــازل بـ«طراز واحد» تحتمي من 3 مدارس بإغاق الشارع»، تضمن التأكيد على أن هناك نحو 10 منازل شــيــدت عـلـى وتــيــرة «طــــراز مـعـمـاري واحد»، في مخطط واحــد، أغلقت شارعا عاما مطا على شـارع دلـة، ما يربك يوميا سير الحركة املـروريـة، خصوصا أن املوقع قريب من عدد من املدارس. ونــقــلــت «عــــكــــاظ» حــجــم الــــضــــرر مــــن إغاق الشارع، واستهجان أولياء أمـور طاب ثاث مـــــــدارس مــــجــــاورة، يــــدرســــون فـــي متوسطة املروة، وابتدائية سيبويه، وابتدائية مزدلفة، وتأكيدهم على أن الشارع عام، واستبعادهم أن يكون ملكية خاصة، إلى الدرجة التي أكد فيها أحـد أولياء األمــور أنـه «إذا كـان الشارع يدخل ضمن صك األراضـي التي تملكها تلك املنازل، فكان من باب أولى أن يتم إغاقه من الناحيتني أو وضع بوابة في الجهتني، بدال من إغاقه من جهة شارع دلة فقط». ونبهت «عكاظ» األمانة إلى أن الشارع العام تم االستياء عليه بصورة خطيرة، من خال تشجيره بعد اإلغاق، لتحويله الحقا مللكية خاصة مكتملة األركان، وتمت الدعوة للوقوف على التفاصيل والعمل على فتحه. ولــم يتوقف األمــر عند هــذا الـحـد، بـل بعدها بثاثة أيــام -بتاريخ 2018/10/10 الساعة 10:03 صـبـاحـا- تــم تمرير بــاغ رسـمـي إلى أمانة جدة عبر التطبيق املوحد بلدي ،940 بـالـرقـم ،40008441 مـفـاده أن هـنـاك شارعا عاما تم إغاقه من قبل مستثمر، ليتم التعامل كــالــعــادة مــع الــبــاغــات، خــصــوصــا املتعلقة بــ«بـلـديـة الــعــزيــزيــة» الـفـرعـيـة بــإغــاقــه، دون تمحيص أو تدقيق أو حتى الرد على صاحب الباغ، أو مباشرته، باعتباره موثقا سواء من ناحية املوقع، أو هوية صاحب الباغ. فــكــان مــن الــبــلــديــة واألمـــانـــة أن أصــرتــا على إخفاء الباغ، كعادة الكثير من الباغات التي يتم تلقيها عبر ذلــك التطبيق، وتلك اآللية، دون أن يحسم ذلك الخلل أحد، إذ تم تحويل الـــبـــاغ إلـــى الــــرد اآللـــــي، الــــذي لـــم يـــتـــردد في إغاقه إلكترونيا بعد 18 يوما من تقديمه، وذلـك بتاريخ 2018/10/28 الساعة 10:41 صباحا. لكن األمانة في إطار ما اعتادت عليه في الرد على ما تنشره وسائل اإلعــام، بإحالة األمر إلـــى الــبــلــديــة املــعــنــيــة، أبــلــغــت «عـــكـــاظ»، بعد نحو أسـبـوعـني مـن نشر الـتـقـريـر، بــأن بلدية العزيزية أبلغتها أن الـشـارع ملكية خاصة، دون تدقيق مسبق أو الحق ملا يردها، داعية إلى نشر ردها وااللتزام بحقها في ذلك. ورغم إدراك «عكاظ» بأن في األمر ما يشوبه، إال أنـــهـــا الـــتـــزمـــت بـــمـــا وردهـــــــا مــــن األمانة كــجــهــة رســمــيــة، تـــعـــرف مـــــاذا تـــقـــول وبماذا تــــرد، ومـــن املــفــتــرض أن يــكــون املـــوضـــوع قد أخذ وقته للتمحيص والتدقيق، ليتم النشر فــي 2018/10/25 بـعـنـوان «األمــانــة: شارع املدارس املغلق ملكية خاصة». وبعد أسبوعني من نشر الرد، ونحو شهر من نشر الـتـقـريـر، خـرجـت أمــانــة جــدة، الخميس املاضي ،2018/10/8 لتعلن على املـأ، عبر حسابها في تويتر، بأنها نجحت في إعادة فتح شــارع مغلق فـي املخطط الـخـاص بحي الرحاب، لعدم التزام صاحب املخطط بفتحه، دون أي إشارة من قريب أو بعيد إلى أنها هي التي أهــدت صاحب املخطط الـشـارع كملكية خـاصـة، وهــي التي أعلنت ذلــك على املــأ في وقت سابق في محاولة لطمس الحقائق، كما أنها لم تظهر أي نية حسنة تجاه الخطأ، إن كــان مــا مــررتــه عـلـى املــأ مــجــرد خــطــأ، وذلك بإعانها أنها دققت األمــر واتـضـح أن مـا تم التبليغ عنه ونشره في وقت سابق صحيح، وتــم التعامل مـع الـبـاغ بجدية وإعـــادة فتح الشارع العام املغلق. يذكر أن الشارع املغلق لم يكن وليد اللحظة، بل تم االستياء عليه منذ اليوم األخير لتنفيذ املخطط، وأرصفة وسفلتة الـشـوارع املحيطة به، ليبقى السؤال حول من املستفيد من غض الطرف، قبل املستفيد من إغاق الشارع العام واالستياء على أراضي الدولة؟