قرقاش: إرهاب «املاللي» مصدر التهديدات
جدد وزير الدولة اإلماراتي للشؤون الخارجية الدكتور أنور قرقاش اتهامه نظام املاللي اإلرهابي بأنه «املصدر األساسي للتهديدات» في املنطقة، داعيا إلى مجابهة سلوك إيران الداعم للمليشيات واملزعزع ألمن الدول. وأعلن دعم بالده للسياسات األمريكية للتصدي لتلك التهديدات. ولفت قرقاش، أمام ملتقى أبوظبي اإلستراتيجي الخامس أمس (األحـد)، إلى ما تقوم به بالده ودول عربية أخرى من دور عسكري ودبلوماسي ملواجهة التهديدات التي تحيط باملنطقة. وأكد قرقاش الحاجة إلى تحالف عربي بقيادة السعودية ومصر ملعالجة التحديات األمنية القائمة، وأن يكون مجلس التعاون الخليجي العبًا رئيسيًا فيهذاالتحالف،مشدداعلىضرورةدعماالستقرارواحترامالسيادةالوطنية. (تفاصيل
يبدو أن مـخـاوف الفلسطينيني مـن الوساطة القطرية لـم يكن مبالغًا فيها، إذ وثقت عـدسـات الـجـوال حديثًا جانبيًا جمع السفير القطري محمد العمادي مع القيادي من حركة «حماس» اإلخوانية خليل الحية، حث فيه األخير على «الهدوء»، ما يؤكد ما أثير أخيرًا عن صفقة القرن برعاية قطرية بني حماس والحكومة اإلسرائيلية، التي دار محورها عــلــى أن يــتــدفــق املــــال الــقــطــري لـلـحـركـة مــقــابــل إيــقــاف أي استفزازات عسكرية! وبدا العمادي، الذي شهد موكبه رشقًا بالحجارة من الفلسطينيني، غير مستعد لسماع املجامالت من عضو املكتب السياسي في «حماس»، إذ قاطع حديثه بالقول «نبي (نريد) هدوء اليوم»، ما اعتبره فلسطينيون «تأثيرًا سريعًا للمال القطري في ضبط إيقاع الحركة اإلخوانية». وكان فلسطينيون قد رشقوا السفير القطري محمد العمادي بالحجارة، ما اضطره ملغادرة منطقة املظاهرات التي زارها على حدود قطاع غزة وإسرائيل الجمعة املاضية، وفقًا ملا نشرته هيئة اإلذاعــة البريطانية ،BBC وهــي املــرة الثانية التي يفر فيها السفير القطري مـن مواجهة الفلسطينيني الغاضبني خالل 8 أشهر. وحملت سيارة السفير القطري محمد العمادي ماليني الـــدوالرات في ثالث حقائب جـاءت عبر مطار بن غوريون اإلسرائيلي، متوجهة إلى قطاع غزة بـرًا، بحسب مصدر في «حماس»، لتسليم موظفي «الحركة اإلخوانية» في قطاع غزة، ونقلت وكاالت أنباء عاملية صورًا لتسلم عدد من املوظفني رواتبهم التي انقطعت عنهم منذ 6 أشهر. وهاجمت حركة فتح تكريس قطر لالنقسام الفلسطيني، الفـتـة إلــى أن حـركـة حماس اإلخوانية تبيع الـدم الفلسطيني بــ51 مليون دوالر. ووصفت السلطة الفلسطينية وحركة فتح الخطوة بـ«املهزلة املذلة». ودافع رئيس الـوزراء اإلسرائيلي بنيامني نتانياهو عن قراره السماح لقطر بنقل 15 مليون دوالر إلى قطاع غزة الذي تسيطر عليه «حماس»، عازيًا سماحه إلى «التخفيض من حدة التوتر». وأشــارت وسائل إعـالم إسرائيلية إلى تنسيق قطري إسرائيلي يفصح عن قائمة املوظفني في القطاع الذين ستصلهم رواتبهم املتأخرة. ويتوج نقل القطريني األموال لحركة «حماس» ما تسرب من اجتماعات سرية جمعت مسؤولني رفيعي املستوى من قطر بنظرائهم اإلسرائيليني فـي قـبـرص، التي وصلت للقاءات عالية األهمية جمعت وزيــر الدفاع اإلســرائــيــلــي أفــيــغــدور لـيـبـرمـان بــوزيــر الـخـارجـيـة الـقـطـري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، ما يزيد وتيرة القلق في الداخل الفلسطيني من الصفقة املشبوهة التي ترعاها الدوحة بني تل أبيب والفصيل اإلخواني (حــمــاس)، فــي ظــل تـقـاريـر إسـرائـيـلـيـة تـؤكـد أن املستفيد مــن الصفقة بجانب إسرائيل حماس دون باقي الفلسطينيني. وتدور الصفقة القطرية ــ «الحمساوية» مع إسرائيل حول محاولة أخذ ضمانات بعدم تعرض املصالح القطرية في غزة ألي استهداف عسكري، وتمويل حماس تحت الغطاء الخيري، مع تعهد الحركة اإلخوانية بعدم التصعيد مع إسرائيل كـون الحرب غير واردة في خطتها املستقبلية -بحسب شــهــادات رسمية إسرائيلية وقـطـريـة- فيما تتجاهل «صفقة الــقــرن الـقـطـريـة» الـتـطـرق إلــى حـيـاة املـدنـيـني الـراضـخـني تـحـت سطوة حماس والتهديدات اإلسرائيلية املحتملة في أي لحظة. وال تـــزال الـحـركـات الوطنية فــي فلسطني تـحـذر مــن اسـتـغـالل الوضع اإلنساني في غزة من قبل تنظيم «اإلخوان املسلمني» اإلرهابي املتمثل بحركة حـمــاس، والـنـظـام الـقـطـري، وتــل أبــيــب، بيد أن القطريني بدوا مـصـريـن عـلـى املــضــي قــدمــًا فــي صفقتهم فــي ظــل الــهــزائــم السياسية الكبيرة التي يتلقاها تنظيم اإلخوان اإلرهابي في بلدان عربية. ويبدو نظام «الحمدين» مقتنعًا أكثر من أي وقت مضى بضرورة إنجاح الصفقة بني إسرائيل وحماس لتعزيز االنقسام الفلسطيني، ودعم نفوذ «اإلخوان» في قطاع غزة! وتكشف تقارير فلسطينية مدى غرق النظام القطري في مستنقع خيانة قضيتهم، بمحاولة تجاهل أوجاع الشعب الفلسطيني، وإيجاد حلول ومـد جسور تواصل مع حركة إخوانية ال تمثل كل الفلسطينيني، في وقت ال تزال ماكينة الدعاية القطرية تهاجم السلطة الفلسطينية وترسخ االنقسام عبر حزمة من األكاذيب. ويؤكد املحلل السياسي الفلسطيني الدكتور عبداملهدي مطاوع لـ «عكاظ» متاجرة النظام القطري بالقضية الفلسطينية، مشيرًا إلى أنها تعمل على بث الفرقة بني الفلسطينيني. وال يغفل املــهــدي مــا يصفه بــــــ«األدوار الخفية واملــفــاوضــات السرية» لــلــنــظــام الــقــطــري، مــوضــحــًا أن الـــدوحـــة تـسـتـغـل عــالقــتــهــا مـــع بعض الفصائل الفلسطينية. ويستذكر املــهــدي «طـعـنـات» الـنـظـام القطري للقضية الفلسطينية، حينما اتخذ العرب قـرارًا بمقاطعة إسرائيل في بـدايـات االنتفاضة الثانية، لتلتف قطر على اإلجـمـاع العربي وتفتح مكتبًا لتمثيل املصالح اإلسرائيلية في قطر!