النسخة اجلديدة من احلوار الوطني !
األسبوع املاضي دعا مركز الحوار الوطني لورشة عمل استضاف فيها مجموعة من املثقفني والكتاب واإلعالميني والدعاة، الهدف من الورشة املستعجلة كما أعلن هو ترميم الصورة الذهنية للسعودية الـتـي تــضــررت بسبب هـجـوم اإلعـــالم الـغـربـي املـنـحـاز وغـيـر املــبــرر عـلـى اململكة وقيادتها إثر حادثة إسطنبول. الالفت وربما من املصادفات املفيدة لهذا املشهد أنه سبق الورشة لقاء تلفزيوني مع األمني العام للمركز الدكتور عبدالله الفوزان قال فيه إن من ال يدافع عن وطنه هو خائن، اللقاء أثار جدال واسعا، إال أنه أعطانا ملحة جديدة عن طريقة تفكير األمني العام للمركز. األهم من حوار الدكتور الفوزان التلفزيوني هو ورشة العمل التي تلته، فالحوار في نهاية األمر رأي شخصي، أما ما دار تحت قبة مركز الحوار فهو أمر ال يملكه الــفــوزان وال غـيـره، أقــول ذلــك ألن الـدكـتـور الــفــوزان رد بخشونة على االنتقادات املـوجـهـة لـلـورشـة فـي تـغـريـدة لـه بحسابه على تويتر بـالـتـالـي: وهــل تظن أخي الـحـبـيـب أن شعبا كـالـشـعـب الــســعــودي الـعـظـيـم الــواعــي ستنطلي عليه أالعيب الخونة واملرتزقة. في الحقيقة إنها املرة الثانية التي يستخدم الفوزان كلمة خونة، وال أعرف هل من يقصدهم مختلفون عن الذين هاجمهم في حواره التلفزيوني، ففي الحوار فهمنا أنه يقصد من ال يدافع عن وطنه، وفي الثانية أشكل علي وعلى غيري من يقصد الدكتور، وأتمنى أنه ال يقصد من كان له وجهة نظر في ورشته واملشاركني فيها. نحن اليوم أمـام التباس واضـح بني الشخصي والعام، وهي قضية ربما تسنح مناقشتها في وقت آخر، فاملركز مؤسسة عامة يمتلكها الشعب كله، بينما حساب الــفــوزان فـي تويتر يخصه لـوحـده، إال أن الغريب أن الــفــوزان يعقب مـن حسابه الخاص على منتقدي الورشة بينما حساب املركز صامت. دعـونـا نعود للورشة التي أقامها املـركـز، فالعنوان مثير جــدا ألن الـحـرب التي انبرى لها الشارع الوطني كله للدفاع عن وطنه خلفت جروحا عميقة في وجدان السعوديني نتيجة لصمت البعض عن الهجوم املمنهج واملنظم. الـسـؤال املهم الــذي سيقودنا لفهم حالة االنتقاد والغضب الشعبي بعد انعقاد الورشة يقول: من قاد ذلك الهجوم اإلعالمي والتنظيمي والحقوقي على السعودية وقيادتها، ومن زود املهاجمني بالرصاص الحي وبالسالح الغادر الذي استخدم طوال الشهرين املاضيني، بل ألكثر من عشر سنوات هي عمر ما يسمى بالخريف العربي. إن ما حدث كان إعالن حرب بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، بالطبع من فعل ذلك وبال مواربة هو التنظيم الدولي لإلخوان املسلمني ودولة قطر وتيار اليسار في العالم وباألخص اليسار األمريكي، الذين توحدوا من أجل هدف واحد هو إسقاط اململكة، ومـن أجـل ذلـك الهدف املعلن سخروا كل إمكاناتهم البشرية واإلعالمية وخبراتهم في صناعة الكذب والترويج لألباطيل واغتيال الشخصيات. الغريب أن بعض من كان في ورشـة مركز الحوار الوطني هم إما من الصامتني صمت القبور عن الـدفـاع عن الوطن أو الذين ال يتحركون إال القتناص الفرص والقفز من السفن، أو من الذين دافعوا وبشراسة عن اإلخــوان املصنفني إرهابيا واعـتـرفـوا بأنهم يؤيدونهم صـراحـة بـل إن أحــد املـشـاركـني كــان قـد قــال فـي لقاء تلفزيوني شهير إنه يشرفه لو كان من اإلخوان املسلمني. فكيف يستطيع من يتفهم دور اإلخوان وقطر ويبرر أعمالهم ويعوم مشاريعهم، أن يساعدنا في تخفيف آثار حربهم علينا، في الحقيقة أنني عاجز تماما عن فك هذا اللغز العجيب. سؤالي األخير أوجهه ملركز الحوار الوطني كي نفهم ما يريدون ونسير معهم على نفس الخط، إذا كانت مخرجات ورشة عمل «الصورة الذهنية» جاءت ممن كان يدافع عن اإلخــوان املسلمني ويتهم رئيس دولـة حليفة بأنه انقالبي ويقود دولة بوليسية، فهل يعني ذلك أن تبني آرائهم واالسترشاد بهم وبخططهم هو الخيار الذي تريدوننا أن نسلكه لتصحيح الصورة الذهنية عن بالدنا، أفيدونا أفادكم الله.