حلف الشر: فارسي عثماني!
تزامنًا مع الحملة التي تقودها اإلدارة األمريكية لعزل إيران دوليًا، تسعى إيران وقطر إلى تحرك عبثي في املنطقة لتكوين «مــحــور شــر» وحـلـف يـضـم كــال مــن تـركـيـا وســوريــا وبطبيعة الحال إيران وقطر وهو الشك حلف موجه ضد اململكة واإلمارات والبحرين ومصر بعد فشل مشروع التأسلم السياسي، سواء مشروع املاللي أو مشروع اإلخوان. عـــنـــدمـــا نــســتــعــرض أوضــــــــاع دول هــــــذا الـــحـــلـــف السياسية واالقـتـصـاديـة سنجدها أوضـاعـًا يرثى لها، فقطر تعاني من عزلة جراء مقاطعة جيرانها بعد أن يئسوا من تقويم نظامها الحاكم والــذي طالت مخالبه العبثية - قبل تقليمها- سيادة دول املنطقة ومــحــاوالت لتقويض اسـتـقـرارهـا، وإيـــران ترزح تــحــت عــقــوبــات اقــتــصــاديــة بــــدأت مــنــذ الــخــامــس مــن نوفمبر الجاري تسبقها أزمة اقتصادية عارمة بعد سقوط اقتصادها وتهاوي التومان اإليراني ملستويات مريعة قبل وبعد العقوبات األمريكية، هذا فضال عن شارعها الثائر جراء األوضاع املعيشية والرفض الشعبي لنظام املاللي، وسوريا كما نعلم تعاني من الـتـمـزق وويـــالت الــحــرب وتــغــول التنظيمات األصـولـيـة التي نهشت ودمــرت أجــزاء منها وال تــزال، وتركيا التي تمر بأزمة اقتصادية وجودية وانهيار مريع في الليرة وزوابــع داخلية متكررة، تتبعها اعتقاالت وشــارع مشحون وفئات اجتماعية مسحوقة ومسلوبة الحقوق مقابل حلم الخالفة والهيمنة على املنطقة العربية باستعادة مجد اندثر لن يكون له وجود سوى على رفوف املكتبات املغبرة. كل ما سبق إيجاز ألوضـاع تلك الـدول التي تواجه إخفاقاتها وأوضاعها الشعبية واالقتصادية والسياسية املتردية بخلق حلف تهدد به اململكة ودول املنطقة كردة فعل استباقية لتحرير اليمن على أيـــدي التحالف الـعـربـي، ومــؤشــرات لـقـرب انتهاء العمليات العسكرية ضـد مليشيا الحوثي وتحرير الحديدة أهم معاقل املجوس في اليمن. إن فرص نجاح مثل هذا الحلف تكاد تكون معدومة بفعل العوامل الـجـيـوسـيـاسـيـة مــن جـهـة والــعــوامــل الــداخــلــيــة واالقتصادية املتفاقمة لتلك الدول من جهة أخرى، هذا باإلضافة إلى أن كل طرف له أطماعه التاريخية، لذلك فالحلف الفاشل الذي تسعى قطر لتكوينه سوف يستنزفها في أحسن األحوال إن لم ينقلب عليها ويلتهمها، أما اململكة التي يراد تقسيمها وزعزعة أمنها وعرقلة همة قيادتها الطموحة فستبقى شوكة في حلوقهم أبد اآلبدين!