Okaz

االستهداف وتصريح ترمب

-

منذ بداية التسريبات في مقتل األخ جمال خاشقجي والتأكيدات تتمركز في استهدف األمير محمد بن سلمان. فلماذا محمد بن سلمان؟ وثـب ولـي العهد وثبة عالية مخترقًا عشرات السنوات؛ لوضع بلده فـي مقدمة الـــدول الكبرى ســواء أكــان مـن خــال الــدخــول فـي مجموعة العشرين أو من خال حرق الزمن بإصاحات اجتماعية كان املجتمع يـــرزح تحتها، ولـــوال الــقــرار الـسـيـادي لبقيت الــدولــة فــي حـالـة تكلس وتأخر في مستويات عدة. هـذه الهمة الطامحة للوصول بالبلد إلـى املستقبل، وهــذا (التكتيك) لم يأتيا على هوى القوى املعادية التي كانت تنتظر الفرص إلحداث أي فوضى داخلية، وكما قلت سابقًا إن تأجيج الفوضى على مستوى القاعدة االجتماعية لم تثمر جهوده إال الفشل، وفي حادثة مقتل جمال خاشقجي كان االستهداف حاضرًا، استهداف الهرم السياسي ومحاولة العبث في تلك املنطقة التي لو ارتبكت ال حدث ما يتمناه األعداء.. ومنذ التسريبات التركية التي مــررت املعلومات الناقصة كنوع من االبتزاز وتعبئة وسائل اإلعام العاملية أن من يقف خلف جريمة مقتل جمال هو األمير محمد بن سلمان حتى إذا ثارت الدنيا لم يعد باإلمكان إيقاف القنوات الفضائية التي تستهدف البلد استهدافًا مباشرًا، ولو كان هناك فطنة لكان هناك سؤال عن السبب الذي يلجأ إليه ولي عهد دولة إقليمية قوية نافذة ملطاردة مواطن وقتله. هذا السؤال كان من الواجب النهوض به كدفاع أمام تسريبات تركيا. ونشط ابتزاز اململكة من جهات عدة، وفي كل فترة يقال ستكشف تركيا تسجيات عن تورط ولي العهد، وكلما وصلت التسجيات إلى عواصم العالم خرج مسؤولوها للقول: ليس هناك أي تسجيل يثبت ما ادعته تركيا من اتهام لألمير، ومع ذلك كانت أماني اإليقاع باململكة متركزة على الرئيس ترمب وما سيقوله، وباألمس تحدث الرئيس األمريكي بقوله: «لن أقدم على ارتكاب أي حماقة مع السعودية؛ ألن ذلك سيدمر االقتصاد األمريكي»، وهو القول الذي سيظل كمسمار جحا وال يخلو من حالة االبتزاز القادمة علمًا أن ترمب والكونغرس يعلمون تمامًا أن تركيا ورطتهم في استباق التحقيقات وعدم مطابقة األدلـة مع ما تم تسويقه إعاميًا. وهـــذا مــا دفـــع الــقــنــ­وات املــعــاد­يــة لـتـوسـيـع زوايــــا وجــنــبــ­ات التصريح باحتماليات ال يمكن االرتهان إليها، فلغة الخصم لغة معادية تكذب حتى يخرج الكذب من الحروف قبل الكلمات.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia