ترصد «مؤشر الرضا».. ال ضوابط و«لكل من هب ودب»!
رغم إيجابية الخطوة التي أعلنت عنها وزارة التعليم بــشــأن قــيــاس رضـــا أولـــيـــاء األمـــــور عـــن أداء املـــــدارس، ورصــــد الــنــتــائــج لـتـقـيـيـم املــعــلــمــني وإدارات املــــدارس واإلشــــراف الـتـربـوي ومـكـاتـب التعليم، إال أن «عكاظ» رصدت أن االستبيان الذي روجت له الكثير من املدارس أخـيـرا، تحت عـنـوان «قـيـاس مــدى رضــا أولـيـاء األمور عن مستوى تعليم أبنائهم» في نسخته األولــى، وذلك من خال رسائل نصية على الهواتف املحمولة ألولياء األمـــــــور، اتــضــح أنــــه بـــا ضـــوابـــط تــمــنــع الــتــاعــب في األصوات، أو تحول دون استغالها فيما يضر مسيرة املعلمني واملعلمات في حـال تعمد التصويت السلبي تجاه البعض بما يناقض واقع األداء. ومع أن الوزارة أعلنت أن التقييم سيكون بعيدا عن أي تاعب، إذ قالت إنه «لضمان مصداقية النتائج، سترسل روابط التصويت من خال رسائل نصية على الهواتف املحمولة ألولياء األمور املدونة في برنامج نور»، الذي وصفته بأنه يضمن عدم إمكان دخول غير ولي األمر في عملية التقييم، إال أن رصد «عكاظ» أظهر إمكانية دخول أكثر من شخص سواء كان ولي أمر، أو غير ذلك، على الرابط نفسه، من خال إعادة إرسال الروابط ألكثر من هاتف محمول، فيما يمكن ألي شخص تلقى الرابط أن يصوت أكثر من مرة، ويظهر له إشعار بنجاح عملية التصويت، ليعيد الكرة مرة أخرى، وفي كل مرة يمكن أن يــدلــو بـتـصـويـتـه لـيـظـهـر لــه إشــعــار جــديــد بنجاح التصويت. كما تبني في رصد «عكاظ» إخفاء اسم ولي األمــر، من خــال جعله اخـتـيـاريـا ولـيـس إجـبـاريـا إلتــمــام عملية التصويت، ومع أن هذا االتجاه ربما يدعم عملية سرية املعلومات، ونـزاهـة التصويت، إال أنــه فـي ظـل «الباب املـفـتـوح عـلـى مـصـراعـيـه» للتصويت مــن أي شخص، يبدد عملية الـنـزاهـة، ويجعل العملية برمتها قائمة على أكبر عدد من األصوات «لكل من هب ودب». وإذا كان أمر فلترة التصويت سيكون من خال «الغرفة املــركــزيــة» فــي إدارة الـتـعـلـيـم، أو الــــــوزارة، ملـنـع تكرار التصويت، فـإن تغييب اسـم ولـي أمـر الطالب، سيضع أكـــثـــر مـــن عـــامـــة اســتــفــهــام حــــول آلـــيـــة املـــنـــع فـــي حال التكرار. ولـــم يـتـضـح وفـــق الــرصــد مــحــوران لـلـتـصـويـت مثلما قالت وزارة التعليم بأنه سيكون حول درجتي الرضا عــن أداء املــدرســة فــي تـعـلـيـم األبـــنـــاء، وعـــن أدائــهــا في التربية السلوكية، إذ اتضح أن االستبيان عـبـارة عن خانة السم ولي األمر اختياريا، وخانة إجبارية باسم املدرسة، وخانة أخرى إجبارية لنوع التعليم (ابتدائي، مـتـوسـط، ثــانــوي)، واألخــــرى إجــبــاريــة للتصويت عن الرضا مقسمة على 3 درجات (راض، راض إلى حد ما، غير راض). ويبقى السؤال ما إذا كانت النسخ الاحقة ستتجاوز هذه املاحظات، أم سيتم تغيير اآللية برمتها حفاظا عــلــى حــقــوق املــعــلــمــني واملــعــلــمــات، وتــعــزيــز إيجابية التجربة.