عبدالله العودة.. «الشذوذ» من أجل احلكم !
يقول مذيع قناة الجزيرة اإلنجليزية، خالل لــقــاء مـــع عــبــدالــلــه الـــعـــودة بـــث قــبــل أيــــام من مكتبها بواشنطن: حسنًا يـبـدو أن «سـلـمـان الــعــودة» – يقصد والـــده - تطور فكريًا عبر السنني من موقف يميل للمحافظة إلـى موقف يميل إلى الليبرالية!، العودة الصغير يرد: اجتماعيًا بشكل خاص! يعود مذيع الجزيرة قائال: اجتماعيًا عن الديموقراطية، عن غير املسلمني، عن الطائفية، عن موقفه من الشواذ جنسيًا. عبدالله العودة يقول معقبًا: نعم نعم هذه هي الحقيقة! ما ورد على لسان الـعـودة الصغير لم نـدعـه وال وضعناه على لسانه، بل موجود وموثق صوتًا وصورة في أرشيف القناة وعبر وسائل التواصل. هي ليست زلة لسان؛ فعبدالله العودة -كما تقدمه الجزيرةلديه دكــتــوراه مـن جامعة فـي أمريكا، كــان والــده ذات يوم يصفها بالطاغوت األكـبـر، وأن «التحالف» معها هـو من أسباب سقوط الدول، ما قاله «العودة الصغير» في حقيقته تطبيع مـع الـشـذوذ ومــع الليبرالية املتطرفة والـيـسـار في أمريكا والغرب الذين يقرون ويدعمون هذه السلوكيات بل ويعلون من شأنها ويدعمون من يتبناها. «الجزيرة» بشقيها العربي واإلنجليزي، وتستكمل دورها صحف الواشنطن بوست والنيويورك تايمز، تقوم بدور خطير فـي تسويق املتهمني بالتطرف وإعـــادة توضيبهم مـوضـوعـني فــي ورق سـولـفـان ملــاع وبــــراق، ويلبسون بدال غــربــيــة أنــيــقــة، مـتـخـلـني عـــن الــجــلــبــاب األفــغــانــي وسمات التطرف التي تعود عليها املجتمع الغربي، يتم تقديمهم على أنهم ليبراليون جدد منفتحون تركوا تطرفهم القديم لكن األنظمة تقوم بقمعهم بسبب انفتاحهم كما يزعمون، هــذا مــا قــالــوه عــن متطرفني سـابـقـني واآلن سـلـمـان عودة، بينما هم في حقيقتهم متطرفون إرهابيون يستخدمون «وجهني» في أفكارهم، رأيًا للمجتمعات العربية واإلسالمية يـحـمـل الــتــطــرف والــتــشــدد، ورأيـــــًا لــلــشــارع الــغــربــي يدعو لتشارك األفـكـار والتسامح وقـبـول اآلخــر حتى وصــل بهم األمر إلى شرعنة ما ال تقره األديان وال القيم اإلنسانية. املـهـم فـي هــذا كله أن مـن صنف السعوديني خــالل املعارك الفكرية الـتـي أشـغـلـوا بها املجتمع لخمسة عـقـود مــا بني تغريبي وعلماني وملحد وصهيوني، استخدموها إلبادة خصومهم من املواطنني السعوديني، يتخلى اآلن بوجه وقح أمـام الغرب فقط عن تلك الجريمة بعدما أثخنت املجتمع تقسيمًا وتـشـويـهـًا وتـحـريـضـًا، لـيـس عــن قـنـاعـة ألنــهــم لم يتخلوا عنها حقيقة بل تقية لتمهيد الطريق لالنقالب على الحكومات والتربع على كراسي الحكم. اليوم يتم استخدام تشريع «الشذوذ» للوصول إلى الحكم ليس على ظهور الدبابات كما فعل خونة العراق من قبل، بل على حساب الدين واألخـالق والقيم واسترضاء للغرب ليصطف معهم. عبدالله العودة يقرعالنية بذلك ويجيب على لسان والده بـــأن تــلــك هــي الــحــقــيــقــة، سـبـقـه مــن قــبــل وفـــد مــن اإلخــــوان املسلمني فـي عــام 2012 اجتمع مـع لجنة مـن الكونغرس األمــريــكــي قبيل تــرشــح مــرســي للحكم فــي مــصــر؛ تطمينًا لدوائر أمريكية كانت تخشى وصول اإلخوان املؤيدين من حكومة أوباما، قام الديموقراطيون بترتيب اللقاء، وخالل جلسة الـحـوار دارت أسئلة حـول نقاط عـدة كـان منها: هل يقبل اإلخــوان املسلمون بالشذوذ، أجــاب الوفد باإليجاب والدعم. فــي تـركـيـا نـسـتـذكـر أيــضــًا لــقــاء انـتـخـابـيـًا شـهـيـرًا تــم بني أردوغــــان وجمعية الــدفــاع عـن حـقـوق الــشــواذ الـتـي تضم املــــاليــــني وأقــــــر فــــي الـــلـــقـــاء املـــنـــشـــور بـــوجـــودهـــم والتزم بدعمهم. هي إرهاصات تحالف بدأ يتجدد بني قوى اليمني املتطرف في العالم العربي -الذي يمثله اإلخوان املسلمون- واليسار املـتـطـرف فــي الــغــرب، ومــن الــواضــح أن هـنـاك مــن استطاع إيــجــاد مـنـطـقـة وســـط لتحقيق هـــدف واحــــد، املــتــفــق عليه اإليــمــان بـالـقـيـم الـغـربـيـة وإتــاحــة الــفــرصــة لـهـا فــي العالم العربي وإعطاء املثليني مساحات للتحرك عالنية، في مقابل دعم ال محدود ينتهي بتمكينهم من الحكم واالنقالب على الحكومات القائمة.