مليون قارئ أنقذوا الـ «غارديان».. ماذا لو طلبت الصحف السعودية دعم قرائها
فيما ترزح الصحافة في العالم تحت وطأة األزمات املـالـيـة واإلعــانــيــة، وتــواجــه الــظــروف غير املواتية لإليفاء بكامل متطلبات استمرارها وقوتها، نتيجة متغيرات السوق اإلعامية وتأثير وسائل التواصل االجــــتــــمــــاعــــي عـــلـــى حـــصـــانـــة مـــضـــمـــون الصحف وقرصنته بشكل مباشر أو غير مباشر. لجأت صحيفة الغارديان العريقة إلى طلب املساعدة املالية من قرائها على نحو غريب، لتتفاجأ بمشاركة مليون شخص في تقديم املساعدة لها، األمـر الذي بـرهـن على أن شعبية الصحف رغــم تـعـدد وتنوع مــصــادر األخــبــار مــا زالـــت قـائـمـة وبــاقــيــة، وأعلنت رئـيـس تحرير الـــ«غــارديــان» كاثرين فينر، أن هذه املـــســـاعـــدة مــكــنــت الــصــحــيــفــة مـــن اســـتـــقـــرار عملها والتوسع فيه. بدوره، ألقى رئيس تحرير مجلة سيدتي محمد فهد الـحـارثـي ســـؤاال على متابعيه فـي «تـويـتـر»، قائا «يا تـرى لـو طلبت صحفنا ذلــك، كـم شخصًا سوف يـتـبـرع؟!» ويـجـيء هــذا الـسـؤال فـي وقــت تعاني فيه الصحف السعودية أزمــات مالية خانقة، وتناضل فيه ملقاومة كل التحديات للقيام بدورها في مجابهة الـحـمـات املـغـرضـة الـتـي تـقـوم بها صحف شهيرة ضد اململكة، وتتعزز مطالب الكثيرين في مضاعفة الجهد والعمل من الصحف السعودية، ملواجهة كل ذلك، وهو ما يتطلب دعمًا ماليًا كبيرًا. الـكـاتـب بـسـام فتيني عـلـق عـلـى هــذا األمـــر بالقول، «فكرة اإلقدام على طلب التمويل من مصدر غـيـر ربــحــي مـثـل الــقــراء، مـجـربـة وناجحة فـي املـجـاالت املعرفية، وصناعة املـحـتـوى، إال أن نجاحها مرهون باملوثوقية وتطوير املحتوى وطريقة تقديم الخبر، وهي تغييرات يجب أن تطال هـذه املؤسسات لتكون جاذبة لدخول داعـــمـــن جــــدد وتــظــفــر بــثــقــة الـــقـــراء الذين يمثلون شريحة كبيرة من الشباب املتطلع للمعلومة السلسة».