حتية إلى البحرين وسفيرها: عبدالله املدني
كــــل مــــن يــعــرفــنــي يــعــلــم تــمــامــًا مدى حـبـي وإعــجــابــي وتــقــديــري للبحرين واحـــتـــرامـــي لـشـعـبـهـا الــكــريــم، وكيف أنني أعتبرها أيقونة التسامح والعيش األهلي واملــجــتــمــع املـــدنـــي الـــســـوي فـــي مـنـطـقـة الخليج العربي. فحضارتها تشهد لها وقبولها الفعلي لـآخـر هـو أكـبـر دلـيـل على ذلــك األمـــر. وفــي هذه األيــام تحتفل البحرين بعيدها الـوطـنـي، وسط مــظــاهــر مــلــيــئــة بــالــفــرحــة والــبــهــجــة. وفــــي هذه السطور من املناسب تسليط الضوء على إحدى الـشـخـصـيـات االسـتـثـنـائـيـة فـيـهـا، شخصية هي أقرب للدبلوماسي الرفيع وصاحب الخلق النبيل والروح الراقية. أعني هنا الدكتور عبدالله املدني. من املحير كيف يجب وصف هذا الرجل، فهو بحق مؤرخ شمولي للبحرين والخليج العربي، مؤرخ يكتب بحبر املحبة وعلى ورق العشق. تخصص فـــي تـــأريـــخ األحـــــــداث الــجــمــيــلــة، والشخصيات االستثنائية في البحرين ودول الخليج مع توسع لـيـشـمـل الـــعـــراق ولــبــنــان ومــصــر والــيــمــن أيضًا. وهـــو مــــؤرخ «مــوســوعــي» يــدعــم تـوثـيـقـه للبالد والشخصيات بسلسلة من املعلومات واألحداث والـصـور التي تمتع املتلقي. له حضور أعالمي ثابت وملفت سـواء أكـان ببرنامجه التلفزيوني فـــي الــبــحــريــن الـــــذي يــلــقــى املــتــابــعــة العريضة لطريقة سرده املمتع وأسلوبه الشيق في حديثه عن الشخصيات املؤثرة في تاريخ املنطقة أو من خالل انتشاره في أهم صحف البحرين واإلمارات العربية املتحدة والـسـعـوديـة (مــن خــالل عكاظ) عبر صفحته الدورية الكبيرة وفيها يقدم وجبة دســمــة عــن إحــــدى الـشـخـصـيـات الــتــي يـــرى أنها تستحق تسليط الضوء عليها، فيثري القراء بكم مهول من املعلومات عنها. هو رومانسي وعاطفي في أسلوبه وطرحه، ويتوق بشوق وحنني جارف للزمن الجميل، ويتذكر بحزن واضح أيام العراق ومــصــر فــي الـحـقـبـة املـلـكـيـة اآلســـــرة الــتــي كانت بغداد والبصرة والقاهرة واإلسكندرية من مراكز الــدنــيــا وقــتــهــا بــامــتــيــاز، ويــتــذكــر بــيــروت التي درس في جامعتها األمريكية، وأيامها الخوالي قبل ظهور تنظيم حزب الله اإلرهابي التكفيري ومـرتـزقـة زعـيـم العصابة حسن نصرالله الذين شــوهــوا لــبــنــان كــلــه. الــرجــل مــوســوعــة متحركة وشخصية جميلة، ومظهره املميز يجبرك على احـتـرامـه واإلنــصــات إلـيـه بتمعن وعـمـق. شاربه وسكسوكته أصبحا «عـالمـة» مميزة لـه، وكذلك تـعـلـيـقـه لـعـلـم بــــالده عــلــى ثــوبــه فـــي املناسبات العامة وبذلك يفهم متحدثه إنـه عاشق لوطنه. لـديـه إملــام عظيم بلغات مختلفة منها الهندية واألوردو والـفـارسـيـة واليونانية واإلنجليزية. شغفه بالتاريخ والخصائص اآلسيوية عمومًا والهند تحديدًا جعله مرجعية محترمة وجسر تـــواصـــل، لــديــه احـــتـــرام هــائــل وعــظــيــم للتجربة الهندية وأهم قادتها (وهي املسألة التي قادتنا لــلــتــعــرف عــلــى بـعـضـنـا الــبــعــض الشــتــراكــنــا في نفس االحــتــرام والـتـقـديـر للهند)، لـديـه مؤلفات هائلة عن تاريخ التلفزيون في منطقة الخليج وعن شخصيات آسيوية وخليجية، ولديه أيضًا تجربة روائية الفتة. محبته للسعودية ال حدود لها، فهو ابــن مــدارس الخبر واملنطقة الشرقية، ولديه مجموعة عزيزة من األصدقاء في املنطقة الشرقية والرياض وجدة، وكذلك يعتز بصداقاته في الكويت واإلمارات والعراق ومصر ولبنان. هو واجهة مشرقة للبحرين، وعربي يعتز بعروبته دون رخـص قومجي وشـعـارات فارغة. من خالل الــكــاتــب الــظــاهــرة سـفـيـر الــبــحــريــن فـــوق العادة الدكتور عبدالله املدني نهنئ البحرين حكومة وشعبًا بعيدها الوطني، أعاده الله عليها وعلى أهلها بالخير والسعادة.